شغلت الحالة الصحية للاعب كرة القدم إمام عاشور الرأي العام خلال الأيام الأخيرة بعدما تصدر اسمه منصات التواصل الاجتماعي بسبب وعكة صحية مفاجئة. تبين بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة أن سبب تدهور حالته الصحية هو الإصابة بفيروس الكبد الوبائي أ وذلك بعد فترة من التكهنات حول طبيعة مرضه.
كانت الأعراض الأولية التي ظهرت على اللاعب عقب مباراة فريقه ضد نادي إنبي تشير إلى مشكلة في الجهاز الهضمي والمعدة مما دفع البعض للاعتقاد بأنها مجرد التهاب فيروسي في المعدة ولكن التشخيص النهائي حسم الجدل مؤكدا إصابته بالتهاب الكبد الفيروسي من النوع أ.
ينتقل فيروس التهاب الكبد الوبائي أ بشكل أساسي عن طريق تناول طعام أو شراب ملوث بآثار من براز شخص مصاب بالفيروس حيث يمكن للفيروس أن ينتقل بسهولة عندما لا يغسل الشخص المصاب يديه جيدا بعد استخدام الحمام ثم يقوم بإعداد الطعام أو لمس الأسطح المختلفة. كما ينتقل الفيروس أيضا عبر الاتصال الشخصي الوثيق والمباشر مع شخص يحمل العدوى مثل المشاركة في السكن أو من خلال التقبيل أو العلاقة الجنسية خاصة في حال وجود جروح أو نزيف.
تزداد خطورة الإصابة بالعدوى في بيئات معينة حيث يوجد أشخاص أكثر عرضة للإصابة بفيروس الكبد أ. تشمل هذه الفئات الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مكتظة أو من يعانون من التشرد والعاملين في قطاعات الرعاية الصحية مثل المستشفيات ودور رعاية المسنين أو مراكز رعاية الأطفال. كما يرتفع الخطر لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ومتعاطي المخدرات عن طريق الحقن.
من خصائص فيروس الكبد أ أنه شديد العدوى ويمتلك قدرة على البقاء حيا على الأسطح وفي البيئة المحيطة لعدة أشهر. يكون الشخص المصاب قادرا على نقل العدوى للآخرين لمدة تصل إلى أسبوعين قبل ظهور أي أعراض عليه ويستمر في كونه معديا لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا بعد اختفاء الأعراض وهو ما يزيد من صعوبة السيطرة على انتشاره لأن الكثيرين قد ينقلون الفيروس دون علمهم.
على عكس أنواع التهاب الكبد الأخرى لا يسبب فيروس أ مرضا مزمنا في الكبد أو تلفا دائما في معظم الحالات. يتعافى غالبية المصابين بشكل كامل دون مضاعفات خطيرة طويلة الأمد. لكن في حالات نادرة وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد يتطور الالتهاب إلى فشل كبدي حاد وهو حالة طبية طارئة وخطيرة.