ضغوط الدراسة وكيف تواجهها الأمهات بذكاء من البيت وحتى أبواب المدرسة

ضغوط الدراسة وكيف تواجهها الأمهات بذكاء من البيت وحتى أبواب المدرسة
ضغوط الدراسة وكيف تواجهها الأمهات بذكاء من البيت وحتى أبواب المدرسة

تتحول فترة عودة المدارس سنويا إلى مرحلة استثنائية من الضغط النفسي والجسدي على الأمهات حيث يجدن أنفسهن أمام تحديات يومية متصاعدة. تتشابك المسؤوليات بين إيقاظ الأبناء صباحا وتحضير وجباتهم ومتابعة واجباتهم المدرسية مساء بالإضافة إلى إدارة شؤون المنزل والوفاء بمتطلبات العمل لمن تجمع بين الأمرين.

أشارت الدكتورة عبلة إبراهيم وهي أستاذة في التربية ومستشارة في العلاقات الأسرية إلى أن الصورة النمطية السائدة عن الأم الخارقة التي تدير كل شيء بكفاءة مطلقة وبابتسامة دائمة هي مجرد وهم غير واقعي. وأوضحت أن هذه الصورة المثالية تفرضها توقعات المجتمع والمقارنات المستمرة عبر منصات التواصل الاجتماعي مما يجعل الأمهات يشعرن بالتقصير والإرهاق المستمر في سعيهن لبلوغ هذا الكمال المستحيل.

من أهم الخطوات نحو تحقيق التوازن النفسي هو التخلي عن فكرة الكمال. فالأم ليست مطالبة بأن يكون منزلها مرتبا على الدوام أو أن تكون وجباتها معقدة كل يوم. قبول بعض الفوضى البسيطة أو تأجيل بعض المهام غير العاجلة لا يعني الفشل بل هو اعتراف بطبيعة الحياة الواقعية وهذا التقبل يمنح مساحة للراحة ويقلل من الشعور بالضغط النفسي.

تأتي إدارة الوقت كأحد أكبر التحديات خصوصا مع فوضى الصباح المدرسي وهنا يبرز دور التحضير المسبق. فتجهيز ملابس الأبناء وحقائبهم المدرسية في الليلة السابقة يوفر وقتا ثمينا ويساهم في بدء اليوم بهدوء أكبر. كذلك فإن تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء أصغر يمكن إنجازها على مدار اليوم مثل غسل الأطباق بعد كل وجبة مباشرة أو تشغيل الغسالة في أوقات محددة يساعد على تجنب تراكم الأعمال والشعور بالإرهاق.

ينصح الخبراء بضرورة تخصيص الأم وقتا لنفسها حتى لو كان قصيرا. فالحصول على عشر دقائق لاحتساء فنجان من القهوة بهدوء أو أخذ حمام دافئ بعيدا عن المقاطعات ليس من الرفاهيات بل هو ضرورة لإعادة شحن الطاقة. هذه اللحظات القصيرة تمنحها الهدوء اللازم لمواصلة مهامها بفاعلية أكبر وتساعدها على الحفاظ على استقرارها النفسي.

بدلا من تحمل العبء كاملا يمكن للأم تحويل الأبناء إلى شركاء فاعلين في إدارة شؤون المنزل والمدرسة. فتكليف الأطفال بمهام بسيطة تناسب أعمارهم مثل ترتيب أسرتهم أو المساعدة في تجهيز أدواتهم المدرسية لا يخفف الحمل عن الأم فحسب بل ينمي لدى الأبناء الشعور بالمسؤولية والاستقلالية.

فيما يخص المذاكرة فإن تخصيص ركن ثابت وهادئ للدراسة يقلل من الجدل اليومي حول مكان المذاكرة ويوفر الوقت. كما أن تطبيق تقنيات تقسيم الوقت مثل الدراسة لمدة 25 دقيقة تليها 5 دقائق من الراحة يساهم في زيادة تركيز الأطفال ويخفف من التوتر الذي يصيب الأم خلال جلسات المذاكرة الطويلة وغير المنتجة.

لا يجب أن يقع عبء تنظيم الأسرة على عاتق الأم وحدها. فمشاركة الزوج في بعض المسؤوليات مثل المساعدة في تدريس الأبناء أو توصيلهم إلى المدرسة يحدث فارقا كبيرا. حتى المساهمات البسيطة تمنح الأم شعورا بالدعم والمساندة وتقلل من إحساسها بالوحدة في مواجهة الضغوط اليومية.

من المهم التحلي بالمرونة في التعامل مع الروتين اليومي فالأيام لا تسير على وتيرة واحدة. في الأيام المزدحمة والصعبة من الطبيعي أن تخفض الأم سقف توقعاتها وتكتفي بإنجاز المهام الضرورية فقط. هذه المرونة تجعلها أكثر قدرة على التكيف وتجنبها الشعور بالإحباط والفشل عندما لا تسير الأمور وفقا للخطة.