تسود أسواق المعدن النفيس حالة من الترقب قبيل صدور قرارات اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة حيث يحوم سعر الأونصة عالميا فوق مستوى 3680 دولارا بينما يستقر سعر جرام الذهب من عيار 21 في السوق المصرية عند 4900 جنيه وسط توقعات باستهدافه مستوى 5000 جنيه.
واصل الذهب عالميا مسيرة صعوده للأسبوع الرابع على التوالي مسجلا أعلى مستوياته التاريخية وجاء هذا الأداء القوي مدفوعا بتوقعات متزايدة في الأسواق بأن البنك الفيدرالي الأمريكي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم ما عزز من جاذبية المعدن الأصفر كأداة استثمارية.
وتستفيد أسعار الذهب بشكل كبير من قرار خفض الفائدة الأمريكية لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائدا حيث يؤدي هذا القرار إلى تراجع العائد على السندات الحكومية وانخفاض الطلب على الدولار الأمريكي وهو ما ينعكس إيجابيا على أداء الذهب.
ودعمت البيانات الاقتصادية الصادرة مؤخرا في الولايات المتحدة هذه التوقعات فقد أظهرت الأرقام ارتفاعا في طلبات إعانة البطالة وضعفا في قطاع الوظائف غير الزراعية بعد مراجعة البيانات التي أدت لخفض الوظائف بواقع 911 ألف وظيفة مقارنة بالعام الماضي وهو ما يشير إلى تباطؤ الزخم الاقتصادي.
وعلى صعيد التضخم سجلت بيانات أسعار المستهلكين أكبر زيادة شهرية لها منذ سبعة أشهر في أغسطس الماضي ورغم تراجع أسعار المنتجين إلا أن المستثمرين أولوا اهتماما أكبر بضعف سوق العمل وركزت الأسواق على أداء قطاع العمالة أكثر من بيانات التضخم عند تقييم قرار الفائدة المحتمل.
إن ضعف سوق التوظيف مع تذبذب معدلات التضخم يضع ضغوطا على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة الأمر الذي يدفع أسعار الذهب نحو مزيد من الارتفاع بسبب مخاطر التضخم على المدى الطويل وتعكس العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي توقعات بخفض كامل بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع السابع عشر من سبتمبر.
وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير تشير إلى سعي الرئيس دونالد ترامب للتأثير على قرارات الاحتياطي الفيدرالي والضغط باتجاه خفض الفائدة ويضاف إلى ذلك التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية وهذه العوامل مجتمعة تدعم توقعات باستمرار صعود الذهب ليصل إلى 3900 دولار للأونصة بحلول منتصف العام المقبل.
وقد شهدت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات نقدية للشهر الثالث على التوالي خلال شهر أغسطس الماضي بقيادة الصناديق الغربية وقد اجتذبت هذه الصناديق العالمية ما قيمته 5.51 مليار دولار أمريكي لترتفع بذلك الأصول التي تديرها إلى ذروة جديدة بنهاية الشهر بينما حافظت أحجام تداول الذهب في السوق على استقرارها بمتوسط يومي يبلغ 290 مليار دولار.
وفي السوق المحلية المصرية سجلت أسعار الذهب مستويات مرتفعة حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 نحو 5645 جنيها ووصل سعر جرام الذهب من عيار 21 إلى 4947 جنيها بينما تم تداول جرام الذهب من عيار 18 عند سعر 4240 جنيها وسجل سعر الجنيه الذهب 39576 جنيها.
