
يشكل بروتين الكولاجين الدعامة الأساسية التي تمنح البشرة قوتها ومرونتها ومظهرها الشاب الممتلئ لكن مع التقدم في العمر تبدأ هذه الدعامة الحيوية في التراجع بشكل طبيعي مما يفسر ظهور العلامات الأولى للشيخوخة مثل الخطوط الدقيقة وفقدان الجلد لشده المعروف وهو ما يجعل الحفاظ عليه أولوية جمالية للكثيرين.
يطرح العديد من المستهلكين تساؤلات حول فعالية المنتجات باهظة الثمن التي تعد بتعويض الكولاجين المفقود. ويوضح أخصائيو الجلدية أن كريمات الكولاجين الموضعية لا يمكنها تعويض النقص الحاصل في طبقات الجلد العميقة لأن جزيئات الكولاجين التقليدية كبيرة الحجم وتفشل في اختراق سطح البشرة ومع ذلك فإن هذه الكريمات تقدم فوائد أخرى تتمثل في الترطيب العميق ودعم الحاجز الواقي للبشرة.
من جهة أخرى قد تقدم المكملات الغذائية بعض الفائدة حيث يمكن للببتيدات المهدرجة عند تناولها بانتظام أن تساهم في تحسين مرونة البشرة ومستويات الرطوبة فيها مع مرور الوقت. ويوصي الخبراء باختيار المكملات التي تدمج في تركيبتها مكونات داعمة مثل فيتامين C والزنك أو حمض الهيالورونيك مع التأكيد على ضرورة الالتزام اليومي بها لملاحظة نتائج تدريجية.
يؤكد خبراء الجلدية أن الوقاية هي النهج الأكثر فعالية للحفاظ على مخزون الجسم من الكولاجين. وتأتي على رأس قائمة الإجراءات الوقائية ضرورة استخدام واق شمسي يوميا لحماية الجلد من أضرار الأشعة فوق البنفسجية التي تعد المسبب الأول لتكسر الكولاجين بالإضافة إلى دمج مستحضرات تحتوي على الريتينول وفيتامين C في روتين العناية بالبشرة.
يبدأ إنتاج الكولاجين في التباطؤ بمعدل مقلق يقدره الأطباء بنحو واحد بالمئة سنويا ابتداء من منتصف العشرينات. ووفقا للدكتورة ماري أليس مينا فإن هذا الانخفاض يتسارع بشكل كبير لدى النساء بعد مرحلة انقطاع الطمث حيث يمكن أن يفقدن ما يصل إلى ثلاثين بالمئة من الكولاجين خلال السنوات الخمس الأولى.
أوضح الدكتور سنغات غريوال وهو مدير مشترك لجراحة الليزر والطب التجميلي بجامعة كاليفورنيا أن علامات هذا النقص تبدأ بالظهور بشكل ملحوظ بعد سن الثلاثين وتتمثل في ترقق الجلد وفقدانه للشد وظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة. وأضافت الدكتورة هانا كوبلمان الرئيسة الطبية في DermOnDemand أن الكولاجين هو ما يمنح البشرة الدعم الهيكلي والصفات المرتبطة بمظهر الشباب.
إلى جانب الحماية من الشمس والعناية الموضعية يلعب نمط الحياة دورا حاسما في الحفاظ على الكولاجين. وينصح الخبراء بتجنب التدخين والحد من استهلاك السكريات المفرطة والحصول على قسط كاف من النوم مع إدارة التوتر والضغوط النفسية لأن كل هذه العوامل تساهم في تسريع عملية تدهور الكولاجين في الجسم.
للباحثين عن نتائج أكثر وضوحا وسرعة توفر العيادات الطبية علاجات متقدمة أثبتت فعاليتها في تحفيز إنتاج الكولاجين طبيعيا داخل الجلد. ويشير الدكتور غريوال إلى أن تقنيات مثل الليزر والترددات الراديوية المقترنة بالوخز الدقيق يمكنها أن تحدث فرقا ملموسا في استعادة شد البشرة ونضارتها.