
تعد كفتة الأرز واحدة من أبرز الأطباق التقليدية في المطبخ المصري حيث تشتهر بنكهتها الغنية وقيمتها الغذائية العالية فضلا عن كونها وجبة اقتصادية تناسب مختلف الأسر المصرية وتعتبر خيارا مثاليا في العزومات والمناسبات العائلية لسهولة إعدادها وقبولها الواسع بين مختلف الأذواق.
لتحضير طبق كفتة الأرز تحتاج ربة المنزل إلى مكونات بسيطة ومتوفرة تبدأ بنصف كيلو جرام من اللحم المفروم الذي يفضل أن يحتوي على نسبة دهون قليلة لضمان تماسك القوام ويضاف إليه كوب من الأرز بعد نقعه في الماء لمدة ساعة على الأقل ثم تصفيته جيدا ويكتمل المزيج ببصلة متوسطة الحجم وثلاثة فصوص من الثوم مع حزمة من البقدونس الطازج المفروم أما البهارات فتتكون من الملح والفلفل الأسود حسب الذوق مع نصف ملعقة صغيرة من الكمون ويمكن إضافة رشة من القرفة أو بهارات اللحم لتعزيز النكهة.
تبدأ عملية التحضير الفعلية بخلط جميع المكونات معا حيث يوضع الأرز المصفى مع اللحم المفروم والبقدونس والبصل والثوم والتوابل في وعاء واحد ثم يتم طحن هذا المزيج باستخدام مفرمة اللحم أو محضر الطعام حتى يتحول إلى عجينة ناعمة ومتجانسة وهذه المرحلة حاسمة لنجاح الوصفة إذ تضمن عدم تفكك الكفتة أثناء طهيها لاحقا.
بعد الحصول على العجينة المتماسكة تأتي خطوة التشكيل حيث تبلل اليدان بقليل من الماء أو الزيت لمنع التصاق العجينة ثم تؤخذ كميات صغيرة منها وتشكل على هيئة أصابع متساوية الحجم أو كرات صغيرة حسب التفضيل الشخصي وبعض الطهاة يفضلون استخدام أسياخ خشبية رفيعة لمنح الأصابع شكلا أكثر انتظاما.
تخضع أصابع الكفتة لعملية تحمير أولية في زيت غزير وساخن حتى تكتسب لونا ذهبيا خفيفا من جميع الجوانب ويعتبر هذا القلي التمهيدي خطوة ضرورية لأنه يمنحها طبقة خارجية متماسكة تحميها من التفتت عند وضعها في الصلصة لاحقا وتساعد أيضا في الحفاظ على شكلها النهائي.
في قدر منفصل يتم تجهيز صلصة الطماطم التي ستطهى فيها الكفتة وذلك بتشويح كمية قليلة من الثوم المفروم في الزيت حتى يذبل ثم يضاف إليه عصير الطماطم الطازج أو المبشور مع تتبيله بالملح والفلفل وتترك الصلصة على نار هادئة حتى تتسبك ويصبح قوامها كثيفا.
تتمثل المرحلة النهائية في إضافة أصابع الكفتة المقلية إلى صلصة الطماطم المسبكة وتغطية القدر وتركها على نار هادئة لمدة تتراوح بين خمس عشرة وعشرين دقيقة حتى تنضج تماما وتتشرب من نكهة الصلصة الغنية.
لنجاح الوصفة ينصح الخبراء بضرورة نقع الأرز فترة كافية قبل فرمه ليصبح لينا ويسهل دمجه مع اللحم كما يجب الحرص على عدم المبالغة في كمية البقدونس لتجنب إضفاء طعم مر على الكفتة ويمكن إضافة حبة بطاطس صغيرة مسلوقة ومهروسة إلى الخليط لزيادة تماسكه ومن الأفضل دائما استخدام لحم طازج قليل الدهن.
تقدم كفتة الأرز ساخنة وتتعدد طرق تقديمها حيث يمكن أن تكون طبقا رئيسيا بجانب الأرز الأبيض أو المكرونة بالصلصة الحمراء كما يفضل الكثيرون تناولها مع الخبز البلدي والسلطة الخضراء أو سلطة الطحينة وبعض ربات البيوت يفضلن وضعها في طاجن وإدخالها إلى الفرن بعد طهيها في الصلصة لمنحها نكهة ورائحة مميزة.
يعد هذا الطبق مصدرا جيدا للبروتين بفضل وجود اللحم ويمد الجسم بالكربوهيدرات الضرورية للطاقة من خلال الأرز بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن الموجودة في الخضروات كالبقدونس والبصل والثوم مما يجعله وجبة متكاملة تساهم في تعزيز صحة الجهاز المناعي وتحسين الهضم.