يُعتبر الموز فاكهة ذات شعبية عالمية لا تقتصر فوائدها على مذاقها المميز وسهولة تناولها بل تمتد لتشمل جوانب صحية متعددة تجعلها غذاء متكاملاً. وفي هذا السياق أوضحت الدكتورة مروة كمال أخصائية التغذية العلاجية أن إدراج الموز ضمن النظام الغذائي اليومي يدعم وظائف الجسم الحيوية بشكل فعال ويحقق نتائج إيجابية سريعة للصحة العامة.
يبرز دور الموز الحيوي في دعم صحة القلب والأوعية الدموية بفضل محتواه الغني من البوتاسيوم الذي يساهم في موازنة مستويات الصوديوم بالجسم مما يؤدي إلى ضبط ضغط الدم المرتفع. إن تناول الموز بانتظام يقلل من احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب لأنه يحسن الدورة الدموية ويحد من تراكم الكوليسترول على جدران الشرايين.
يمثل الموز خيارًا مثاليًا لتعزيز صحة الجهاز الهضمي فهو يحتوي على ألياف غذائية هامة مثل البكتين التي تساعد على تنظيم حركة الأمعاء وتخفيف حالات الإمساك. ويعتبر الموز لطيفًا على جدار المعدة مما يجعله طعامًا مناسبًا للأفراد الذين يعانون من مشكلات مثل قرحة المعدة أو الارتجاع المريئي.
يُعرف الموز بقدرته على منح الجسم دفعة سريعة من الطاقة لاحتوائه على سكريات طبيعية سهلة الامتصاص كالفركتوز والجلوكوز والسكروز وهذا ما يجعله وجبة مفضلة للرياضيين قبل التمارين أو بعدها لتعويض الأملاح المفقودة واستعادة النشاط.
ولا يقتصر تأثيره على الجانب البدني فقط بل يمتد ليشمل الصحة النفسية إذ يحتوي على حمض التريبتوفان الأميني الذي يحفز الجسم على إنتاج هرمون السيروتونين المعروف بهرمون السعادة. كما يدعم فيتامين B6 إنتاج نواقل عصبية أخرى مثل الدوبامين مما يقلل من أعراض القلق ويحسن جودة النوم.
يُعد الموز كنزًا من الفيتامينات والمعادن الأساسية فهو مصدر لفيتامين C المقوي للمناعة والذي يحمي خلايا الجسم من الأضرار وفيتامين B6 الضروري لصحة الدماغ والجهاز العصبي. كما أن وجود المغنيسيوم إلى جانب البوتاسيوم يعزز صحة العظام ويساهم في الحفاظ على كثافتها حيث تساعد بعض الألياف فيه على تحسين امتصاص الكالسيوم من الأطعمة الأخرى.
على الرغم من طعمه الحلو يمكن أن يكون الموز حليفًا في أنظمة التحكم بالوزن فالألياف التي يحتويها تمنح شعورًا بالشبع لفترة طويلة مما يقلل من الرغبة في تناول وجبات إضافية. كما أنه يساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل تدريجي خاصة عندما لا يكون ناضجًا بالكامل وهو ما يفيد مرضى السكري عند استهلاكه باعتدال.
وتشير دراسات إلى أن تناول الموز بانتظام قد يدعم وظائف الكلى الصحية حيث يساهم البوتاسيوم في تقليل خطر تكون حصوات الكلى. كما يعمل الموز بفضل مضادات الأكسدة والمركبات النباتية فيه كخط دفاع طبيعي يدعم الجهاز المناعي في مقاومة العدوى والالتهابات.
تمتد فوائد الموز لتشمل الجوانب الجمالية حيث يستخدم في العديد من الوصفات الطبيعية لترطيب البشرة والشعر ومنحهما النضارة واللمعان بفضل غناه بالعناصر المغذية.
ولتحقيق أقصى استفادة يمكن تناول الموز طازجًا أو إضافته إلى وجبات مثل الشوفان والزبادي والعصائر. ويتميز الموز الأخضر باحتوائه على نسبة أعلى من النشا المقاوم المفيد لصحة الأمعاء بينما يوفر الموز الأصفر الناضج طاقة فورية مما يجعله مناسبًا للرياضيين.
