
يمثل تراكم الدهون في منطقة البطن تحديا صحيا واسع الانتشار لا يقتصر تأثيره على المظهر الخارجي فحسب بل يمتد ليشكل خطرا داهما على الصحة العامة بسبب الدهون الحشوية العميقة التي تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة لذا فإن التعامل مع هذه المشكلة يتطلب نهجا شاملا يتجاوز الحميات الغذائية المؤقتة ويستهدف تغييرات مستدامة في نمط الحياة.
أثبتت الأبحاث أن التركيز على تقليل الكربوهيدرات قد يكون أكثر فاعلية من تقليل الدهون عند استهداف الوزن الزائد وفي دراسة مقارنة بين نظامين غذائيين متساويين في السعرات الحرارية أحدهما منخفض الكربوهيدرات والآخر منخفض الدهون تبين أن المجموعة التي اتبعت النظام الأول فقدت وزنا أكبر بمقدار عشرة أرطال في المتوسط على مدار ستة أشهر والأهم من ذلك أن نوعية فقدان الوزن كانت أفضل حيث كانت نسبة الدهون المفقودة أعلى بكثير مقارنة بكتلة العضلات.
يعد النشاط البدني حجر زاوية في معركة التخلص من دهون البطن فالتمرين لا يحرق السعرات الحرارية فحسب بل يساهم بشكل مباشر في تقليل مستويات الأنسولين في الجسم مما يرسل إشارة للجسم لحرق الدهون المخزنة خاصة تلك الدهون الحشوية الخطيرة ويوصي الخبراء بممارسة ما بين 30 إلى 60 دقيقة من التمارين متوسطة إلى شديدة القوة في معظم أيام الأسبوع لتحقيق أفضل النتائج.
من الضروري تبني عقلية التخطيط الغذائي طويل الأمد بدلا من اتباع حمية مؤقتة فالفائدة من النهج منخفض الكربوهيدرات على سبيل المثال أنه يعلمك اتخاذ خيارات غذائية أفضل بشكل طبيعي حيث يوجهك بعيدا عن الأطعمة المليئة بالسكر والكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والمشروبات الغازية نحو بدائل غنية بالألياف والبروتين كالخضروات والبقوليات واللحوم الصحية.
لا يقل أهمية عن ذلك دمج تمارين القوة ورفع الأثقال في روتينك الرياضي إذ تساعد هذه التمارين على بناء كتلة عضلية خالية من الدهون وهذه الكتلة العضلية تعمل كمحرك طبيعي لحرق السعرات الحرارية في الجسم مما يعزز عملية الأيض على مدار اليوم بأكمله حتى في أوقات الراحة.
تتطلب رحلة التخلص من دهون البطن وعيا استهلاكيا عند التسوق لذا يجب قراءة الملصقات الغذائية بعناية ومقارنة المنتجات المختلفة فبعض الأطعمة التي تسوق على أنها منخفضة الدهون قد تكون محملة بالسكريات المضافة والكربوهيدرات كما أن الكثير من الصلصات والمرق والمايونيز تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والسعرات الحرارية الخفية.
أحد أفضل القرارات التي يمكن اتخاذها هو الابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة المصنعة والوجبات المعبأة فالسلع الجاهزة والوجبات الخفيفة غالبا ما تكون غنية بالدهون المتحولة والسكر المضاف والصوديوم وهي مكونات تجعل عملية فقدان الوزن أكثر صعوبة وتعقيدا.
ركز على مقاس ملابسك وكيف تشعر بها بدلا من الهوس بالرقم الذي يظهره الميزان فعندما تكتسب كتلة عضلية وتفقد الدهون في نفس الوقت قد لا يتغير وزنك بشكل كبير لكنك ستلاحظ أن ملابسك أصبحت أكثر اتساعا وهذا مؤشر أفضل على التقدم ويعتبر قياس محيط الخصر أداة فعالة حيث يوصى بأن يكون أقل من 35 بوصة للنساء وأقل من 40 بوصة للرجال لتقليل المخاطر الصحية.
قد يكون للمحيط الاجتماعي دور داعم كبير فالأبحاث تشير إلى أن الأشخاص يصبحون أكثر التزاما بممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي عندما يكون أصدقاؤهم وأفراد أسرهم يشاركونهم نفس الاهتمامات والأهداف الصحية مما يخلق بيئة محفزة ومشجعة.