يُعرف الشمر بكونه نباتًا عطريًا ذا قيمة عالية ويستخدم على نطاق واسع في الطهي وصناعة المخبوزات بفضل نكهته المميزة القريبة من اليانسون كما يقدم كمشروب دافئ له شعبية كبيرة لكن فوائده تتجاوز المطبخ لتمتد إلى المجال الصحي نظرًا لغناه بالعناصر الغذائية الأساسية والمركبات النباتية الفعالة.
يُعد الشمر حليفًا قويًا لصحة الجهاز الهضمي حيث اشتهر بقدرته على تهدئة اضطرابات المعدة وتلعب زيوته العطرية دورًا في تخفيف الانتفاخ والغازات وتحفيز إنتاج العصارات الهاضمة مما يحسن عملية الهضم بشكل عام كما يساهم في تقليل أعراض المغص والقولون العصبي ولذلك يُنصح بتناوله كشاي بعد الوجبات.
يقدم الشمر دعمًا ملحوظًا لصحة المرأة فهو يستخدم تقليديًا لتخفيف الأعراض المصاحبة للدورة الشهرية مثل التقلصات والتقلبات المزاجية كما يُعتقد أنه يدعم إفراز الحليب لدى الأمهات المرضعات ويساعد في التخفيف من حدة أعراض سن اليأس وعلى رأسها الهبات الساخنة المزعجة.
تتعدد فوائد الشمر لتشمل صحة القلب والأوعية الدموية حيث تعمل الألياف الغذائية الموجودة فيه على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم بينما يساهم عنصر البوتاسيوم في ضبط ضغط الدم وتنظيم معدل ضربات القلب وتحمي مضادات الأكسدة الأوعية الدموية من خطر الإصابة بالالتهابات والتصلب.
يساهم تناول الشمر في تعزيز صحة العظام وقوتها نظرًا لكونه مصدرًا غنيًا بالمعادن الأساسية مثل الكالسيوم والفسفور والمغنيسيوم والمنجنيز وهذه العناصر مجتمعة ضرورية للحفاظ على كثافة العظام والوقاية من هشاشتها خصوصًا لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
تستند هذه الفوائد الصحية إلى القيمة الغذائية العالية للشمر فهو مصدر ممتاز للألياف الداعمة للهضم وفيتامين C الذي يعمل كمضاد أكسدة قوي لحماية خلايا الجسم من التلف بالإضافة إلى احتوائه على مركبات نباتية فريدة مثل الفلافونويدات والزيوت الطيارة التي تمنحه خصائص مضادة للالتهاب والأكسدة.
يمتد تأثير الشمر الإيجابي ليشمل الجهاز التنفسي إذ إن تناوله أو استنشاق بخاره يساعد على تهدئة السعال وإذابة البلغم وتوسيع الشعب الهوائية مما يقلل من تهيج الحلق وفيما يتعلق بإدارة الوزن تساعد الألياف فيه على زيادة الشعور بالشبع لفترات طويلة وتقليل الشهية المفرطة مع كونه منخفض السعرات الحرارية.
لا تقتصر فوائده على الصحة الداخلية فقط بل تمتد لتشمل الجانب الجمالي إذ يسهم فيتامين C ومضادات الأكسدة في حماية البشرة من أضرار الجذور الحرة وتقليل ظهور التجاعيد المبكرة عبر تعزيز إنتاج الكولاجين الذي يمنح الجلد مرونته وحيويته كما أن محتواه من فيتامين A يحمي العينين من بعض المشكلات المرتبطة بالتقدم في العمر.
رغم فوائده العديدة يجب توخي الحذر عند استهلاك الشمر فينبغي تجنب الإفراط في تناوله وخصوصًا زيته العطري المركز لتفادي أي آثار جانبية أو تهيج محتمل كما يُنصح النساء الحوامل أو المرضعات والأشخاص الذين يستخدمون أدوية هرمونية باستشارة الطبيب قبل استخدامه بكميات علاجية وقد يسبب الشمر حساسية لبعض الأفراد خاصة أولئك الذين يعانون من حساسية تجاه نباتات مثل الكرفس أو الجزر.
