
تتجدد مخاوف الأهالي مع كل عام دراسي من تكرار إصابة أطفالهم بالأمراض الموسمية كنزلات البرد والإنفلونزا وهو ما يؤثر على انتظامهم الدراسي وصحتهم العامة. وفي هذا السياق تشير أخصائية التغذية العلاجية هدى مدحت إلى أن النظام الغذائي المتوازن يمثل حجر الزاوية في بناء جهاز مناعي قوي قادر على صد العدوى وتقليل فترات الغياب عن المدرسة.
يعمل الجهاز المناعي كخط دفاع أول للجسم ولكي يؤدي مهامه بكفاءة فإنه يحتاج إلى إمداد مستمر من العناصر الغذائية المتنوعة. فالطفل الذي يحصل على وجبات متوازنة يصبح أكثر قدرة على مواجهة الفيروسات والبكتيريا بينما يؤدي الاعتماد على الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية إلى إضعاف مناعته وجعل جسمه بيئة خصبة للعدوى والأمراض المتكررة.
يأتي فيتامين سي في مقدمة العناصر الغذائية التي تعزز المناعة لدوره الفعال في تحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء. يتوفر هذا الفيتامين بكثرة في الفواكه الحمضية كالبرتقال واليوسفي والليمون بالإضافة إلى الفراولة والكيوي والفلفل الأحمر. كما تلعب الخضراوات الورقية كالسبانخ والجرجير دورا حيويا لاحتوائها على الحديد والفولات والفيتامينات التي تحسن وظائف الجهاز المناعي.
تعد البروتينات عنصرا أساسيا لنمو الأطفال وتقوية دفاعاتهم الطبيعية حيث تساهم في تكوين الأجسام المضادة التي تحارب الميكروبات. ويمكن الحصول على البروتين من مصادر حيوانية كالدجاج والأسماك والبيض أو من مصادر نباتية غنية مثل العدس والفول والحمص. كما يعتبر البيض غذاء متكاملا لاحتوائه على بروتين عالي الجودة وفيتامين د الذي يعزز امتصاص الكالسيوم ويدعم المناعة.
تحتوي الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين على نسبة عالية من أحماض أوميجا 3 التي ترفع كفاءة الجهاز المناعي وتقلل الالتهابات. وبالمثل فإن المكسرات كاللوز والجوز والبذور مثل الشيا والكتان غنية بالأحماض الدهنية والزنك والمغنيسيوم وهي عناصر تدعم الجهاز العصبي والمناعي وتمد الطفل بالطاقة لمواجهة يومه الدراسي.
لا يقتصر دعم المناعة على الأطعمة الصلبة فقط فالماء يلعب دورا محوريا في طرد السموم من الجسم والحفاظ على ترطيبه. كما أن المشروبات الدافئة كشاي الأعشاب أو الينسون تساعد في مقاومة نزلات البرد. وفي المقابل يجب تجنب الأطعمة الضارة مثل الوجبات السريعة والأغذية المصنعة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات لأنها تضعف مناعة الطفل وتجعله عرضة للالتهابات.
يحتل العسل الأبيض مكانة خاصة كغذاء طبيعي فعال في رفع المناعة لاحتوائه على مضادات أكسدة قوية وخصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات. كما أن منتجات الألبان كالزبادي لا تمد الجسم بالكالسيوم والبروتين فحسب بل تحتوي أيضا على بكتيريا نافعة تعرف بالبروبيوتيك تعمل على تحسين صحة الأمعاء وتعزيز قدرة الجسم على مواجهة الأمراض.
يقع على عاتق الأمهات دور كبير في تطبيق هذه النصائح الغذائية من خلال تنظيم مواعيد الوجبات وتقديمها بأسلوب جذاب. يمكن إعداد صندوق طعام مدرسي صحي يحتوي على شطيرة من الحبوب الكاملة مع الخضار والجبن بالإضافة إلى ثمرة فاكهة وحفنة من المكسرات كبديل صحي للحلويات المصنعة.