اختبار الإبهام حركة بسيطة باليد تكشف خطر تمدد الشريان الأورطي الصامت

اختبار الإبهام حركة بسيطة باليد تكشف خطر تمدد الشريان الأورطي الصامت
اختبار الإبهام حركة بسيطة باليد تكشف خطر تمدد الشريان الأورطي الصامت

أثار اختبار بسيط يعرف باسم اختبار الإبهام جدلا في الأوساط الطبية حول إمكانية استخدامه كمؤشر أولي محتمل للكشف عن وجود تمدد في الشريان الأورطي وهي حالة صحية خطيرة قد لا تظهر لها أعراض واضحة. ورغم أن هذا الاختبار لا يعد أداة تشخيصية نهائية إلا أن بعض الخبراء يرون فيه وسيلة مبكرة لإثارة الشكوك التي تستدعي فحصا طبيا أكثر دقة.

أوضح متخصصون في أمراض القلب الوقائية أن طريقة إجراء الاختبار تتمثل في فتح راحة اليد ومحاولة مد إصبع الإبهام عبرها قدر الإمكان. فإذا تمكن الشخص من تحريك إبهامه ليتجاوز الحافة الخارجية لكف اليد فإن هذه الحركة قد تدل على مرونة زائدة في المفاصل. وترتبط هذه المرونة أحيانا باضطرابات النسيج الضام مثل متلازمة مارفان أو متلازمة إهلرز دانلوس وهما حالتان تزيدان من احتمالية ضعف جدران الأوعية الدموية وبالتالي ترفعان خطر الإصابة بتمدد الشريان الأورطي.

في هذا السياق أشارت دراسة علمية أجريت في عام 2021 إلى وجود علاقة بين الأشخاص الذين أظهروا نتيجة إيجابية في اختبار الإبهام وزيادة احتمالية إصابتهم بتمدد في الشريان الأورطي الصاعد مما أعطى الاختبار بعض المصداقية كعلامة تحذيرية أولية.

لكن على الجانب الآخر يحذر العديد من الخبراء من المبالغة في الاعتماد على هذه العلامة. ويؤكد اختصاصيون بارزون في الجمعية الأمريكية للقلب أن غالبية المصابين بالفعل بتمدد الشريان الأورطي لا تظهر عليهم هذه العلامة إطلاقا. ويشددون على أن التشخيص المؤكد لهذه الحالة الخطيرة يعتمد بشكل أساسي وحصري على تقنيات التصوير الطبي المتقدمة مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية للقلب أو الأشعة المقطعية.

ويضيف أطباء من معاهد متخصصة في القلب والأوعية الدموية تحذيرات إضافية من أن الاعتماد المفرط على اختبار الإبهام قد يؤدي إلى نتائج عكسية. فهو قد يسبب قلقا وهلعا لا مبرر لهما لدى الأشخاص الذين تظهر لديهم نتيجة إيجابية دون وجود مشكلة حقيقية أو على النقيض قد يمنح شعورا زائفا بالأمان لمن تكون نتيجتهم سلبية بينما هم معرضون للخطر. ويجمع الخبراء على أن أي قرار طبي يجب أن يبنى دائما على فحوصات دقيقة ومبنية على أدلة علمية راسخة.

وبدلا من التركيز على هذا الاختبار يسلط أطباء آخرون الضوء على عوامل الخطر المثبتة علميا والتي تعد أكثر دقة في تحديد احتمالية الإصابة. وتتضمن هذه العوامل ارتفاع ضغط الدم المزمن والتدخين ووجود تشوه خلقي في القلب يعرف بالصمام الأورطي ثنائي الشرف بالإضافة إلى وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الشريان الأورطي. وينصح الأطباء بأن تكون هذه العوامل هي المحور الأساسي لتقييم المخاطر.

في النهاية يمكن اعتبار اختبار الإبهام أداة مفيدة لفتح باب النقاش حول صحة القلب والأوعية الدموية وتشجيع الأفراد على متابعة حالتهم الصحية. لكن الطريق الأكثر أمانا وفاعلية للوقاية والتشخيص المبكر يظل من خلال الفحص الطبي الدوري الشامل والالتزام بالإجراءات التشخيصية المعتمدة علميا ومناقشة عوامل الخطر مع الطبيب المختص.