مرض خدش القطط: أعراضه الخفية ومضاعفاته الخطيرة التي قد يجهلها الكثيرون

مرض خدش القطط: أعراضه الخفية ومضاعفاته الخطيرة التي قد يجهلها الكثيرون
مرض خدش القطط: أعراضه الخفية ومضاعفاته الخطيرة التي قد يجهلها الكثيرون

كشفت دراسات طبية حديثة عن جوانب غير معروفة لمرض خدش القطط حيث تتجاوز تداعياته الصحية مجرد التورم الموضعي الذي يعتقده الكثيرون. فالتعامل مع القطط الذي يبدو آمنا قد يحمل في طياته مخاطر صحية جدية ناجمة عن بكتيريا البارتونيلا هينسلي التي تسبب أعراضا معقدة وغير متوقعة لدى البشر.

خلافا للاعتقاد الشائع الذي يحصر أعراض هذا المرض في الحمى وتضخم الغدد اللمفاوية فإن المضاعفات قد تكون أشد خطورة وتؤثر على أجهزة حيوية في الجسم. فقد تم تسجيل حالات عانت من التهابات في شبكية العين أو القزحية مما قد يسبب مشاكل بصرية كما يمكن أن يصل تأثير المرض إلى الجهاز العصبي مسببا التهاب الدماغ أو التشنجات أو اضطرابات في التوازن.

ولا يقتصر الخطر على ذلك إذ يمكن للبكتيريا أن تستهدف الأعضاء الداخلية مثل الكبد والطحال وتؤدي إلى ظهور خراجات دقيقة أو التهابات داخلية. وفي حالات نادرة لدى البالغين خاصة الذين يعانون من مشاكل سابقة في صمامات القلب قد يتطور المرض إلى التهاب صمامي خطير كما رصدت بعض الحالات التي عانت من التهابات في العظام أو آفات مفصلية مرتبطة بالعدوى.

يعد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل مرضى الإيدز أو من يتناولون أدوية مثبطة للمناعة هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات الشديدة للمرض. ويواجه الأطباء صعوبة أحيانا في تشخيص الحالة بدقة حيث يعتمدون على تاريخ المريض في التعامل مع القطط بالإضافة إلى إجراء اختبارات دم متخصصة وقد يلجؤون أحيانا إلى أخذ خزعة من العقد اللمفاوية لتأكيد التشخيص.

من الأمور التي قد تزيد من صعوبة الربط بين الخدش والمرض أن الأعراض لا تظهر بشكل فوري فتورم الغدد أو ظهور الورم قد يستغرق من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد التعرض للخدش بينما قد تظهر بثرة أو بقعة صغيرة في مكان الإصابة خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وعشرة أيام فقط.

تعتبر الوقاية هي خط الدفاع الأول ويمكن تحقيقها عبر خطوات بسيطة وفعالة. ينصح الخبراء بالسيطرة على البراغيث لدى القطط لأنها الناقل الأساسي للبكتيريا بينها. ومن الضروري غسل أي خدش أو عضة من قطة فورا بالماء والصابون جيدا كما يجب منع القطط من لعق أي جروح مفتوحة على جلد الإنسان لمنع انتقال العدوى.

في معظم الحالات يتعافى أصحاب المناعة القوية من المرض تلقائيا خلال فترة تمتد من أسابيع إلى أشهر دون الحاجة إلى علاج. لكن في الحالات المعقدة أو التي تظهر فيها مضاعفات خطيرة يصف الأطباء المضادات الحيوية للسيطرة على العدوى ومنع تفاقمها.