التهاب الكبد الوبائي A: الأعراض الكاملة وأحدث طرق العلاج والوقاية منه

التهاب الكبد الوبائي A: الأعراض الكاملة وأحدث طرق العلاج والوقاية منه
التهاب الكبد الوبائي A: الأعراض الكاملة وأحدث طرق العلاج والوقاية منه

أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرا مهما بشأن فيروس التهاب الكبد A مؤكدة أنه على الرغم من عدم تسببه في أمراض الكبد المزمنة إلا أن خطورته تكمن في قدرته على إحداث مضاعفات حادة قد تصل إلى الفشل الكبدي الحاد وهي حالة غالبا ما تكون عواقبها مميتة.

ينتقل فيروس التهاب الكبد A بشكل أساسي عبر الطريق الفموي البرازي بمعنى آخر عند تناول شخص سليم طعاماً أو شراباً ملوثاً ببراز شخص يحمل العدوى ويرتبط تفشي هذا المرض ارتباطاً وثيقاً بتدني مستويات الصرف الصحي وتلوث مصادر المياه والغذاء بالإضافة إلى عدم كفاية النظافة الشخصية وبعض الممارسات الحميمة ويمكن أن ينتشر المرض بسهولة داخل الأسرة الواحدة عن طريق الأيدي الملوثة عند قيام الشخص المصاب بتحضير الطعام لغيره كما قد ينتقل عبر الاتصال الجسدي الوثيق ولكن المخالطة العرضية لا تنقل الفيروس.

تظهر تباينات واضحة في معدلات انتشار الفيروس عالميا حيث تعد العدوى شائعة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل التي تعاني من ظروف صحية وبيئية سيئة وهناك يصاب نحو 90% من الأطفال بالعدوى قبل بلوغهم سن العاشرة وغالبا ما تمر الإصابة دون أعراض واضحة وعلى النقيض تماما تكون معدلات الإصابة منخفضة في البلدان مرتفعة الدخل التي تتمتع ببنية تحتية صحية ونظافة عالية لكن العدوى قد تظهر بين فئات محددة من المراهقين والبالغين الأكثر عرضة للخطر مثل متعاطي المخدرات أو المسافرين إلى مناطق موبوءة أو ضمن المجموعات السكانية المنعزلة.

بعد دخول الفيروس إلى الجسم تتراوح فترة الحضانة عادة بين 14 و 28 يوماً قبل ظهور الأعراض التي تتفاوت في حدتها من خفيفة إلى شديدة وقد يعاني المريض من حمى وشعور بالإرهاق وفقدان للشهية مع إسهال وغثيان وألم في منطقة البطن بالإضافة إلى تغير لون البول ليصبح داكنا وظهور اليرقان الذي يتمثل في اصفرار الجلد والعينين ولا تظهر كل هذه الأعراض لدى جميع المصابين وتكون أكثر وضوحا لدى البالغين مقارنة بالأطفال خاصة من هم دون سن السادسة الذين غالبا لا تظهر عليهم أي علامات مرضية ملحوظة ويعاني 10% منهم فقط من اليرقان.

لا يمكن التفريق بين أعراضه وأعراض أنواع التهاب الكبد الفيروسي الأخرى بالاعتماد على الفحص السريري وحده لذا يعتمد التشخيص الدقيق على فحص الدم للكشف عن وجود الأجسام المضادة الخاصة بالفيروس من نوع IgM وفيما يخص العلاج فإنه لا يتوفر علاج فيروسي محدد لالتهاب الكبد A وبدلا من ذلك ترتكز الخطة العلاجية على توفير الرعاية الداعمة للمريض بهدف تخفيف الأعراض وضمان حصوله على التغذية والسوائل الكافية وقد تكون عملية التعافي بطيئة وتستغرق أسابيع أو حتى أشهراً.

يمثل النهج الوقائي حجر الزاوية في مواجهة المرض وتعتبر إجراءات تحسين الصرف الصحي وضمان سلامة الغذاء والمياه والتطعيم هي السبل الأكثر فعالية للسيطرة عليه ويمكن الحد من انتشار الفيروس بشكل كبير من خلال توفير مياه شرب نظيفة وآمنة وإنشاء أنظمة فعالة للتخلص من مياه الصرف الصحي إلى جانب تبني ممارسات النظافة الشخصية السليمة كغسل اليدين بانتظام وتتوفر حاليا عدة لقاحات فعالة وآمنة ضد التهاب الكبد A وجميعها توفر حماية متكافئة ضد الفيروس مع الإشارة إلى عدم وجود لقاح معتمد للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد.