
على الرغم من شهرة فاكهة البرتقال عالميا بفوائدها الصحية ومذاقها المحبب يجهل الكثيرون أن استهلاكها قبل اكتمال نضجها وهي خضراء اللون قد يحمل في طياته مجموعة من المخاطر الصحية التي يجب الانتباه إليها وتجنبها للحفاظ على سلامة الجسم والاستفادة من قيمتها الغذائية الكاملة.
يختلف التركيب الكيميائي للبرتقال الأخضر عن نظيره الناضج حيث ترتفع فيه نسبة الأحماض والألياف المعقدة التي يصعب على الجهاز الهضمي التعامل معها وهذا التركيب قد يتسبب في تهيج جدار المعدة ويزيد من الشعور بالحموضة أو الارتجاع المعدي المريئي كما يؤدي إلى اضطرابات هضمية مثل الانتفاخات وتكون الغازات خصوصا لدى الأفراد الذين يعانون من حساسية المعدة.
لا يقتصر تأثير الحموضة العالية في البرتقال غير الناضج على الجهاز الهضمي فحسب بل يمتد ليشكل خطرا على صحة الأسنان ويمكن لهذه الأحماض أن تعمل على تآكل طبقة المينا الواقية للأسنان تدريجيا مما يجعلها أكثر ضعفا وعرضة للحساسية تجاه المشروبات الباردة أو الساخنة ويزيد من احتمالية تطور التسوس على المدى الطويل.
تشير بعض الأبحاث إلى وجود تفاعلات محتملة بين استهلاك الحمضيات غير الناضجة وبعض أنواع الأدوية فقد يؤثر تناول البرتقال الأخضر على قدرة الجسم على امتصاص أدوية معينة أو يغير من فعاليتها خاصة تلك الموصوفة لعلاج ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول مما يستدعي الحذر الشديد.
إضافة إلى الأضرار الصحية المحتملة فإن الطعم اللاذع والمر الذي يميز البرتقال الأخضر يجعله غير مستساغ للكثيرين وهذا المذاق القوي قد يؤدي في بعض الحالات إلى اضطراب في حاسة التذوق أو يسبب فقدانا مؤقتا للشهية مما يقلل من الاستمتاع بالطعام.
لهذه الأسباب ينصح بالانتظار دائما حتى تصل ثمار البرتقال إلى مرحلة النضج الكامل فبذلك يمكن ضمان الحصول على جميع الفوائد الغذائية المعروفة لهذه الفاكهة وتجنب المشكلات الصحية التي قد تنجم عن تناولها وهي في حالتها الخضراء.