أحدث نبأ الوفاة المفاجئة للدكتور محمد إسماعيل أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة صدمة واسعة في الأوساط الطبية وعلى منصات التواصل الاجتماعي. وقد جاءت الوفاة نتيجة تعرض الطبيب الشاب لسكتة قلبية حادة أودت بحياته بشكل غير متوقع وهو ما أثار حزنا عميقا بين عارفيه ومتابعيه.
وقد سلطت هذه الحادثة الأليمة الضوء مجددا على المخاطر الصحية التي قد تواجه الشباب وظاهرة الموت المفاجئ. ويشير الأطباء والمتخصصون إلى أن السكتة القلبية لم تعد تقتصر على كبار السن بل قد تصيب الشباب نتيجة لمجموعة من العوامل الصحية التي قد تكون غير مكتشفة أو يتم تجاهلها في بعض الأحيان.
وكان الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب السابق قد أعلن خبر الوفاة عبر حسابه الشخصي ناعيا الفقيد بكلمات مؤثرة. واستشهد شعبان بآخر ما كتبه الطبيب الراحل والذي كان بمثابة دعاء بأن يخرجه الله من الدنيا بالستر والذكر الحسن وهو راض عنه سائلا المولى عز وجل أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته.
وتسببت الواقعة في حالة من الحزن العام حيث سارع الكثيرون لنعي الطبيب الراحل عبر حساباتهم الشخصية بكلمات مؤثرة مشيدين بأخلاقه ومسيرته المهنية القصيرة. وانهالت الدعوات للفقيد بالرحمة والمغفرة ولأهله وذويه بالصبر والسلوان في مواجهة هذا المصاب الأليم.
ويعدد الخبراء مجموعة من الأسباب التي قد تؤدي إلى السكتة القلبية المفاجئة لدى فئة الشباب ومن أبرزها وجود أمراض قلبية كامنة لم يتم تشخيصها من قبل كاعتلال عضلة القلب. كما تلعب اضطرابات كهرباء القلب دورا محوريا إذ إنها تسبب عدم انتظام حاد في ضربات القلب قد يفضي إلى توقفه.
وتشمل قائمة العوامل المسببة أيضا ارتفاع ضغط الدم أو معدلات الكوليسترول في الجسم دون وجود متابعة طبية دورية للسيطرة عليها. يضاف إلى ذلك أن التوتر النفسي المستمر والإجهاد الشديد الذي يتعرض له البعض بالإضافة إلى التدخين والعادات الصحية السيئة تعد من العوامل التي تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة.
وفي هذا الإطار يؤكد الدكتور جمال شعبان على الأهمية البالغة لنشر الوعي بخطورة الموت المفاجئ وضرورة عدم الاستهانة بأي أعراض. وشدد على أن الفحص الدوري للقلب خاصة بين الشباب لم يعد رفاهية بل أصبح ضرورة قصوى للكشف المبكر عن أي مشكلات صحية واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب وقوع مثل هذه المآسي.
