في إنجاز علمي قد يمثل ثورة في مجال الطب الداخلي كشف فريق من الباحثين بجامعة ماكاو الصينية عن ابتكار روبوت مغناطيسي مرن يحمل اسم BMSR. استلهم الباحثون تصميم هذا الروبوت الفريد من حركة العنكبوت الذهبي المتدحرج ليتمكن من التنقل ببراعة داخل القنوات المعقدة للجهاز الهضمي.
يتميز الروبوت الجديد بتصميمه المرن الذي يقلل من خطر إلحاق الضرر بالأنسجة الحساسة ويقدم للمريض تجربة أكثر راحة مقارنة بالإجراءات التقليدية. يتم التحكم في حركة الروبوت بالكامل عن طريق مجال مغناطيسي خارجي مما يجعله أكثر أمانا من الأجهزة التي تعتمد على محركات داخلية قد تسبب مضاعفات.
أظهر الروبوت قدرات فائقة على المناورة داخل الجسم حيث يستطيع تسلق الأسطح المائلة بأي زاوية وتجاوز العقبات الطبيعية مثل الطيات المخاطية والارتفاعات التي قد تصل إلى ثمانية سنتيمترات. هذه الإمكانات تتيح له الوصول إلى مناطق يصعب على المنظار التقليدي بلوغها ويمكن أيضا دمجه مع منظار لتوفير رؤية دقيقة للطبيب أثناء تحركه.
أثبتت التجارب الأولية التي أجريت على أجزاء من أجهزة هضمية لحيوانات نافقة كفاءة الروبوت ونجاحه في التحرك وتخطي العوائق. والأهم من ذلك أنه تمكن من إيصال الأدوية إلى مواضع محددة بدقة عالية دون التسبب في أي ضرر للأنسجة المحيطة به.
يرى الباحثون أن هذه التقنية تمثل خطوة واعدة نحو تطوير علاجات أقل تدخلا جراحيا وأكثر فعالية وهو ما قد يفتح صفحة جديدة في طرق تشخيص وعلاج أمراض الجهاز الهضمي. وتتضمن الخطط المستقبلية للفريق البحثي اختبار الروبوت على حيوانات حية تمهيدا للانتقال لاحقا إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر.
