يحتل شاي النعناع مكانة بارزة بين المشروبات التقليدية عالميا ويشتهر بخصائصه العلاجية التي تعود لآلاف السنين حيث استخدمته الحضارات القديمة في مصر واليونان كعلاج شعبي. ويُقبل عليه الكثيرون إما ساخنا أو باردا لما له من فوائد مهدئة ويعد جزءا لا يتجزأ من ثقافات عديدة حول العالم.
تعتمد صناعة شاي النعناع على استخدام أنواع مختلفة من أوراق النعناع سواء بشكل منفرد أو عبر مزجها معا ويتميز كل نوع بنكهة وفوائد صحية تختلف عن الآخر. فالنعناع الأخضر مثلا يكتسب نكهته الخفيفة والحلوة من مركب الكارفون وهو مركب يتواجد أيضا في بذور الشبت والكراوية. أما النعناع الفلفلي فيعرف بنكهته الحادة والقوية بسبب احتوائه على تركيزات عالية من المنثول والمنثون.
بالرغم من أن شاي النعناع يعتبر آمنا للاستهلاك عموما إلا أنه ينبغي توخي الحذر واستشارة الطبيب قبل إضافته بشكل منتظم إلى النظام الغذائي خاصة في بعض الحالات الصحية. فعلى سبيل المثال قد يؤدي النعناع الفلفلي تحديدا إلى تفاقم حالات ارتجاع الحمض وحرقة المعدة لدى المصابين بمرض الارتجاع المعدي المريئي. كما يُنصح الأشخاص الذين لديهم تاريخ من حصوات الكلى أو المرارة بتجنبه.
تشير بعض الدراسات المحدودة إلى أن النعناع الفلفلي قد يتفاعل مع بعض الأدوية مما يؤثر على فعاليتها. فقد يتداخل مع دواء السيكلوسبورين الذي يستخدمه مرضى زراعة الأعضاء وقد يقلل من كفاءة الأدوية التي يتم استقلابها في الكبد أو تلك التي تهدف إلى تقليل حمض المعدة. علاوة على ذلك قد يسبب انخفاضا في مستويات السكر والضغط بالدم لذا لا ينصح به للمرضى الذين يتناولون أدوية خاصة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم.
من أبرز الفوائد الصحية المحتملة لشاي النعناع قدرته على تحسين عملية الهضم وتخفيف الأعراض المصاحبة لمتلازمة القولون العصبي. فهو يساهم في إرخاء عضلات المعدة ويعزز من تدفق العصارة الصفراوية الأمر الذي يسهل حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي ويقلل من الشعور بالألم والانتفاخ. كذلك يبرز دوره في التخفيف من حدة أعراض نزلات البرد والإنفلونزا حيث يساعد عطر النعناع الفلفلي على فتح الممرات الأنفية المسدودة.
تحتوي أوراق النعناع الطازجة على عناصر غذائية هامة مثل فيتامين ج ومضادات الأكسدة ومركبات مضادة للالتهابات بالإضافة إلى فيتامينات ومعادن أخرى. لكن من المهم معرفة أن تركيز هذه العناصر ينخفض بشكل كبير في كوب الشاي المغلي حيث يتم فقدان جزء كبير منها خلال عملية التحضير. أما بالنسبة للنساء الحوامل فلم تظهر الأبحاث آثارا ضارة واضحة لشاي النعناع لكن بسبب قلة الدراسات الكافية في هذا الشأن يُفضل استشارة الطبيب قبل تناوله خلال فترة الحمل لضمان السلامة الكاملة.
