
مع تبدل الفصول وانتقال الأجواء من حرارة الصيف ورطوبته المعهودة إلى نسمات الخريف المعتدلة يواجه الجلد تحديات جديدة قد تفقده ترطيبه الطبيعي وتزيد من حساسيته وتتسبب في ظهور مشكلات متنوعة كالجفاف والتشققات والبثور لذلك تحتاج البشرة خلال هذه الفترة الانتقالية إلى نظام عناية متوازن يركز على المكونات الطبيعية المغذية التي تحميها من تأثيرات تغير الطقس.
أوضحت خبيرة العناية بالبشرة والجسم سامنثا جريج أن كل نوع من أنواع البشرة يتطلب اهتماما خاصا وروتينا محددا لمواجهة التغيرات المناخية التي تصاحب بداية فصل الخريف وشددت الخبيرة على أن الحل الأمثل يكمن في الاعتماد على المواد الطبيعية الآمنة التي تزود البشرة بالعناصر الغذائية الضرورية وتدعم صحتها دون التسبب في أي آثار جانبية ضارة قد تنتج عن المكونات الكيميائية.
تواجه البشرة الجافة تحديا كبيرا في بداية الخريف حيث تصبح أكثر ميلا للتشققات وفقدان مرونتها نتيجة انخفاض نسبة الرطوبة في الهواء ويزيد الهواء البارد من تفاقم المشكلة لأنه يسحب الرطوبة المتبقية من الجلد ولحمايتها يجب التركيز على المكونات الطبيعية ذات الترطيب العميق ويعتبر زيت الزيتون خيارا مثاليا لاحتوائه على مضادات الأكسدة والأحماض الدهنية التي ترمم حاجز البشرة الواقي كما تعد زبدة الشيا مصدرا غنيا بالفيتامينات والدهون الصحية التي تغذي البشرة بعمق ويمكن تحضير قناع طبيعي من خليط العسل وزيت جوز الهند لمنحها نعومة فائقة وحمايتها من التشقق أما للتنظيف فينصح باستخدام غسول لطيف من الحليب أو ماء الورد مع الشوفان المطحون لتجنب تجريدها من زيوتها الطبيعية ومن المفيد تقشيرها مرة أسبوعيا بمزيج السكر البني وزيت اللوز للتخلص من الجلد الميت مع ضرورة دعم الترطيب الداخلي بشرب كميات وافرة من الماء وتناول أطعمة غنية بالأوميغا 3.
تتأثر البشرة الدهنية بشكل ملحوظ بالتغيرات المناخية إذ يؤدي انخفاض الحرارة والرطوبة إلى خلل في إنتاج الزيوت الطبيعية فقد تبدو أحيانا أكثر لمعانا في محاولة من الغدد لتعويض الجفاف بينما قد تعاني في أحيان أخرى من ظهور قشور خفيفة على سطحها ولذلك ينصح باستخدام مواد طبيعية متوازنة تنظف المسام جيدا دون أن تجردها من زيوتها الأساسية ويبرز الطين الأخضر كحل فعال يمكن استخدامه كقناع لامتصاص الدهون الزائدة وتنقية البشرة من الشوائب كما أن ماء الورد يعمل كتونر طبيعي ممتاز يعيد توازن درجة حموضة الجلد ويهدئ الالتهابات وللترطيب يفضل استخدام مكونات خفيفة القوام مثل جل الألوفيرا الذي يوفر الرطوبة اللازمة دون أن يسد المسام ويمكن إضافة قطرات من زيت شجرة الشاي إلى الروتين لكونه مضادا طبيعيا للبكتيريا ويقلل من ظهور الحبوب الشائعة في فترات تغير الفصول.
تعد العناية بالبشرة المختلطة هي الأكثر تعقيدا لأنها تجمع بين خصائص البشرة الدهنية في منطقة الجبين والأنف والذقن وخصائص البشرة الجافة أو العادية في بقية أجزاء الوجه ومع قدوم الخريف تزداد التحديات فتظهر مشكلة الجفاف في بعض المناطق بينما تزداد الإفرازات الدهنية في مناطق أخرى ويتطلب التعامل مع هذا النوع من البشرة اتباع روتين مخصص لكل منطقة فيمكن استخدام الطين الأبيض على المناطق الدهنية للتحكم في الزيوت بينما يطبق ماسك مرطب من الأفوكادو والعسل على الخدين والمناطق الجافة وللتنظيف اليومي يمكن الاعتماد على غسول طبيعي من جل الصبار مع زيت اللافندر لتنظيف لطيف وترطيب متزامن ويعتبر زيت الجوجوبا مرطبا مثاليا لأنه يشبه في تركيبه الزيوت التي يفرزها الجلد فيرطب المناطق الجافة ويوازن إفراز الدهون في المناطق الأخرى.
أما البشرة الحساسة فتواجه صعوبات كبيرة في بداية الخريف مع سرعة تغير الطقس وزيادة العوامل المهيجة مثل الهواء البارد والجاف وهذه البشرة تكون عرضة للاحمرار والتهيج بسهولة وقد تصاب بالحكة والشعور بالشد ولحمايتها ينبغي اختيار مكونات طبيعية لطيفة ومهدئة ويعتبر الشوفان أحد أفضل هذه المكونات حيث يمكن استخدامه كقناع أو غسول لتهدئة الاحمرار وتقليل الالتهاب والعسل الطبيعي أيضا مرطب فعال ومضاد للبكتيريا يشكل طبقة واقية خفيفة على الجلد ويُستخدم ماء البابونج كتونر لخصائصه المهدئة كما يوفر زيت اللوز الحلو تغذية عميقة دون التسبب في انسداد المسام ومن الضروري تجنب استخدام المقشرات الخشنة أو المواد القاسية والاعتماد على أقنعة بسيطة مثل خليط الزبادي والخيار المبشور للترطيب والتهدئة.
تعتبر البشرة العادية هي الأكثر توازنا ولكنها ليست محصنة تماما ضد تقلبات الطقس الخريفي فقد تعاني من بعض الجفاف أو تفقد نضارتها إذا تم إهمالها وللمحافظة على توازنها يكفي اتباع روتين بسيط يعتمد على مكونات طبيعية يمكن استخدام قناع الخيار لترطيب البشرة وإنعاشها بينما يغذيها العسل ويمنحها إشراقة طبيعية ويعتبر زيت الأرغان خيارا رائعا للترطيب لأنه غني بفيتامين E ويمنح النعومة دون أن يترك ملمسا دهنيا ويمكن تنظيفها بمزيج من ماء الورد وقطرات من عصير الليمون المخفف للحفاظ على نضارتها وينصح بتقشيرها بالشوفان المطحون مع العسل مرة كل عشرة أيام لإزالة الخلايا الميتة.