يشهد زيت إكليل الجبل المعروف بالروزماري اهتماما متزايدا كبديل طبيعي فعال للمستحضرات الكيميائية في عالم العناية بالجمال حيث يعود هذا الزيت العطري العريق إلى الواجهة بفضل خصائصه العلاجية المتعددة التي لا تقتصر على الشعر فحسب بل تمتد لتشمل البشرة مما يجعله حلا شاملا ومتكاملا للعديد من المشكلات الجمالية.
أكدت خبيرة العناية بالشعر ساندرا لي أن زيت الروزماري يتجاوز كونه مجرد زيت عطري فرائحته المنعشة تخفي وراءها علاجا طبيعيا متكاملا للشعر فمع الاستخدام المنتظم يمكن تحقيق مظهر شعر صحي وقوي ولامع بعيدا عن التأثيرات الضارة للمواد الكيميائية القاسية وعلى الرغم من أنه ليس حلا سحريا فوريا إلا أن نتائجه تظهر بوضوح مع مرور الوقت.
تمتد فوائد زيت إكليل الجبل لتشمل العناية بالبشرة بشكل لافت حيث يعد علاجا طبيعيا لمكافحة حب الشباب والبثور بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا التي تساهم في تطهير المسام وتهدئة الالتهابات الجلدية المصاحبة للحبوب كما أنه خيار مثالي لتهدئة تهيج الجلد وحالات الأكزيما والطفح الجلدي.
من أبرز الفوائد التي يشتهر بها زيت إكليل الجبل قدرته على تحفيز نمو الشعر فقد أشارت دراسات حديثة إلى أن هذا الزيت ينشط الدورة الدموية في فروة الرأس بفاعلية مما يعزز وصول الأكسجين والعناصر المغذية إلى بصيلات الشعر وتؤدي هذه العملية إلى تقوية الجذور وتحفيز إنبات شعر جديد لمن يعانون من فراغات أو ضعف في الكثافة.
يعمل زيت الروزماري أيضا على تقوية ألياف الشعر ومنحها لمعانا طبيعيا فهو غني بالمركبات المضادة للأكسدة التي تحمي الشعر من الأضرار الناجمة عن العوامل البيئية كالتلوث وأشعة الشمس والجذور الحرة كما يساهم في إصلاح الشعر التالف مما يجعله يبدو أكثر حيوية ومرونة.
يبرز زيت الروزماري كحل فعال لمشكلات فروة الرأس المتعددة فهو يمتلك خصائص قوية مضادة للفطريات والبكتيريا مما يجعله قادرا على معالجة القشرة بفاعلية كما يساعد على تنظيف الفروة من الزيوت والشوائب المتراكمة مما يوفر بيئة صحية لنمو الشعر وبفضل خصائصه المضادة للالتهابات يعمل الزيت على تهدئة الفروة المتهيجة ويقلل من الشعور بالحكة والاحمرار.
بالنسبة لمشكلة تساقط الشعر التي تؤرق الكثيرين يقدم زيت الروزماري حلا واعدا حيث يعمل على تقوية بصيلات الشعر وحمايتها من التلف مما يقلل من معدل التساقط بشكل ملحوظ ويساعد استخدامه المستمر في إطالة مرحلة نمو الشعر وتأخير دخوله في مرحلة التساقط الطبيعية.
تشير بعض التجارب الشعبية القديمة إلى دور محتمل لزيت الروزماري في إبطاء ظهور الشيب حيث يعتقد أنه يساهم في الحفاظ على صبغة الميلانين الطبيعية المسؤولة عن لون الشعر ورغم محدودية الأبحاث العلمية في هذا الجانب فإن استخدامه على الشعر الداكن قد يعزز من عمق لونه ويقلل من وضوح الخصلات البيضاء.
أما عن كيفية الاستفادة منه فتتعدد الطرق ومن أبرزها التدليك المباشر لفروة الرأس وذلك بعد مزج بضع قطرات منه مع زيت ناقل مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون ويدلك المزيج بلطف لمدة تتراوح بين 5 و10 دقائق ثم يترك على الشعر لمدة ساعة قبل غسله.
يمكن أيضا إضافة ما بين 5 إلى 10 قطرات من زيت الروزماري إلى عبوة الشامبو أو البلسم المستخدم بشكل يومي وهي طريقة سهلة تضمن الاستفادة من خصائصه بانتظام ودون الحاجة لخطوات إضافية كما يمكن تحضير حمام زيت ساخن عبر مزجه مع زيوت أخرى وتدفئة الخليط قليلا ثم توزيعه على الشعر وتغطيته بمنشفة دافئة.
لتحقيق أقصى استفادة من الزيت يجب استخدامه بشكل صحيح فمن الضروري دائما تخفيفه بزيت ناقل قبل تطبيقه مباشرة على الجلد لتجنب أي تهيج محتمل كونه زيتا عطريا مركزا وينصح بإجراء اختبار حساسية على جزء صغير من الجلد قبل الاستخدام الكامل كما يفضل استشارة الطبيب قبل استخدامه للأطفال والنساء الحوامل.
فيما يخص البشرة أوضحت خبيرة العناية سامنثا جريج أن زيت الروزماري يحارب علامات الشيخوخة المبكرة بفضل محتواه الغني بمضادات الأكسدة التي تقاوم التجاعيد والخطوط الدقيقة كما أن قدرته على تحفيز الدورة الدموية تمنح البشرة مظهرا مشدودا وأكثر نضارة ويساهم استخدامه المنتظم في توحيد لون البشرة وتفتيح البقع الداكنة والتصبغات.
يساعد الزيت كذلك على تخفيف الانتفاخ تحت العينين والهالات السوداء لأنه يحسن تدفق الدم ويقلل من احتباس السوائل ولكن يجب استخدامه بحذر شديد في هذه المنطقة مع تخفيفه جيدا وتجنب ملامسته للعين.
لاستخدام زيت الروزماري على الوجه يجب تخفيفه بزيت ناقل كزيت اللوز الحلو أو يمكن إضافة بضع قطرات منه إلى الكريم المرطب اليومي أو استخدامه كتونر طبيعي عبر مزجه مع ماء مقطر ووضعه في زجاجة رذاذ لرشه على الوجه.
