
في ظل تزايد معدلات السمنة عالميا وتنامي الوعي العام بأهمية الحفاظ على وزن صحي أصبحت أنظمة إنقاص الوزن محورا للنقاش المستمر بين الأطباء وخبراء التغذية ومع أن الهدف المشترك هو تحقيق وزن مثالي وتعزيز الصحة العامة فإن الطرق والأساليب المتبعة تختلف بشكل كبير.
تؤكد أخصائية التغذية العلاجية هدى مدحت أن عالم الحميات الغذائية واسع ومتشعب ولكل نظام جوانبه الإيجابية والسلبية ولا يوجد حل سحري واحد يناسب الجميع فالاختيار الأمثل يعتمد على عوامل فردية تشمل طبيعة الجسم والحالة الصحية ونمط الحياة اليومي ولذلك فإن النجاح الحقيقي لا يكمن في اتباع حمية صارمة بقدر ما يكمن في تبني نمط حياة متوازن ومستدام يجمع بين الغذاء الصحي والنشاط البدني المنتظم والنوم الكافي ففقدان الوزن الفعال يقاس بالقدرة على الاستمرار والمحافظة على النتائج المحققة على المدى الطويل.
يعد نظام الكيتو دايت من الأساليب التي تعتمد على خفض استهلاك الكربوهيدرات إلى أدنى مستوياته بحيث لا يتجاوز غالبا 50 غراما يوميا مع زيادة كبيرة في نسبة الدهون الصحية والبروتين والغاية من ذلك هي دفع الجسم إلى حالة استقلابية تعرف بالكيتوزيس حيث يبدأ في حرق الدهون كمصدر أساسي للطاقة بدلا من الجلوكوز وتظهر نتائجه سريعا خاصة في الأسابيع الأولى كما يساهم في كبح الشهية بفضل استقرار مستويات سكر الدم ولكن صعوبة الالتزام به لفترة طويلة وقيوده الصارمة تجعله تحديا كبيرا للبعض وقد يتسبب في أعراض جانبية أولية تشبه الإنفلونزا مثل الصداع والإرهاق والغثيان بالإضافة إلى إمكانية حدوث نقص في بعض العناصر الغذائية الحيوية كالألياف والفيتامينات.
على صعيد متصل يركز الريجيم منخفض الكربوهيدرات على تقليل مصادر الكربوهيدرات كالخبز والأرز والمكرونة والسكريات مع زيادة حصة البروتين والدهون الصحية مما يجعله فعالا في إنقاص الوزن بسرعة نسبية ويعزز الشعور بالشبع لفترات أطول ويحسن حساسية الإنسولين في الجسم لكنه قد يؤدي إلى نقص في الألياف إذا لم يتم تعويضه بكميات كافية من الخضروات كما قد يعاني البعض في بدايته من الإمساك والشعور بالتعب وقد لا يكون الخيار الأمثل للرياضيين الذين يحتاجون إلى طاقة فورية.
نظام باليو أو حمية العصر الحجري يستند إلى محاكاة النمط الغذائي للإنسان القديم قبل اكتشاف الزراعة حيث يشجع على تناول اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والفواكه والخضروات والمكسرات مع تجنب الأطعمة المصنعة والحبوب والبقوليات ومنتجات الألبان وهذا النظام غني بالبروتين الذي يعزز الشبع ويقلل استهلاك السكريات والدهون الضارة ومع ذلك فإن استبعاد مجموعات غذائية كاملة قد يؤدي إلى نقص في الكالسيوم والألياف كما أن تكلفته قد تكون مرتفعة لاعتماده على اللحوم والأسماك الطازجة.
برز الصيام المتقطع كواحد من أكثر الأنظمة الغذائية شعبية في الآونة الأخيرة وتقوم فكرته على جدولة مواعيد تناول الطعام بحيث يمتنع الشخص عن الأكل لساعات محددة خلال اليوم أو الأسبوع ومن أشهر نماذجه نظام 16/8 الذي يتضمن صياما لمدة 16 ساعة وتناول الطعام خلال نافذة زمنية مدتها 8 ساعات وتتمثل مميزاته في مرونته حيث لا يفرض قيودا على أنواع معينة من الأطعمة كما يساعد على حرق الدهون بكفاءة نتيجة انخفاض مستويات الإنسولين لكنه قد يسبب الشعور بالدوخة والتعب في البداية وقد لا يناسب مرضى السكري أو الذين يعانون من مشكلات في ضغط الدم.
يعتبر ريجيم البحر الأبيض المتوسط من أكثر الأنظمة الصحية المعترف بها عالميا فهو ليس مجرد حمية مؤقتة بل أسلوب حياة يعتمد على العادات الغذائية لسكان دول حوض المتوسط ويرتكز على تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وزيت الزيتون والأسماك والمكسرات مع تقليل اللحوم الحمراء ويتميز هذا النظام بغناه بمضادات الأكسدة والدهون الصحية المفيدة للقلب ويساعد على خفض ضغط الدم والكوليسترول الضار مما يقي من الأمراض القلبية والسكتات الدماغية لكن فقدان الوزن من خلاله يكون تدريجيا وبطيئا مقارنة بالأنظمة الأخرى وقد تكون تكلفته مرتفعة بعض الشيء.
طُور ريجيم داش في الأساس كبرنامج غذائي للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم ولكنه أثبت فعاليته أيضا في إنقاص الوزن بشكل صحي ويقوم على تناول الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان قليلة الدسم والحبوب الكاملة مع التركيز على تقليل الصوديوم والدهون المشبعة وهو نظام غني بالألياف والعناصر الغذائية ويوصي به العديد من الخبراء لفوائده المزدوجة في خسارة الوزن ودعم صحة القلب إلا أن البعض قد يجد صعوبة في الالتزام به بسبب قيوده على الملح والسكريات وحاجته إلى التخطيط المسبق للوجبات.
أما النظام النباتي فيعتمد على استبعاد اللحوم بجميع أنواعها وقد يمتد ليشمل منتجات الألبان والبيض في حالته الصرفة ويرتكز على الفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات ويساهم هذا النظام في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان كما أنه غني بالألياف التي تعزز الهضم والشعور بالشبع ومع ذلك فهو يتطلب تخطيطا دقيقا لتجنب نقص بعض العناصر الأساسية مثل فيتامين B12 والحديد والكالسيوم والبروتين مما قد يستدعي تناول مكملات غذائية.