سهر الأطفال أثناء الدراسة.. تحذير طبي من مخاطر كارثية تهدد صحتهم وتحصيلهم

سهر الأطفال أثناء الدراسة.. تحذير طبي من مخاطر كارثية تهدد صحتهم وتحصيلهم
سهر الأطفال أثناء الدراسة.. تحذير طبي من مخاطر كارثية تهدد صحتهم وتحصيلهم

حذرت استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة نجوى النحراوي من الآثار السلبية الخطيرة لعادة السهر المنتشرة بين الأطفال خلال فترة الدراسة مؤكدة أن الحصول على قسط كاف ومنتظم من النوم لا يقل أهمية عن التغذية السليمة لضمان نموهم الصحي وتحصيلهم العلمي المتميز. وأوضحت أن مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الإلكترونية واللعب لساعات متأخرة يؤثر سلبا على صحتهم ومستواهم الدراسي.

ويؤثر السهر بشكل مباشر على القدرات الذهنية للطفل حيث إن قلة النوم تمنع الدماغ من معالجة المعلومات التي اكتسبها خلال اليوم بشكل فعال مما يؤدي إلى ضعف ملحوظ في التركيز والاستيعاب داخل الفصل. ويعاني الأطفال الذين يسهرون من بطء في التفكير وتراجع في مستوى الانتباه كما يواجهون صعوبة كبيرة في تذكر الدروس وحفظها لأن النوم العميق هو المرحلة الأساسية التي يثبت فيها الدماغ المعلومات والذكريات.

ولا تقتصر أضرار السهر على الجانب الدراسي بل تمتد لتشمل الصحة الجسدية بشكل كبير إذ إن قلة النوم تضعف كفاءة جهاز المناعة عبر التأثير على إفراز الهرمونات المسؤولة عن تقويته وهذا يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مثل نزلات البرد والإنفلونزا. بالإضافة إلى ذلك فإن السهر المستمر قد يعيق النمو الجسدي للطفل لأن هرمون النمو المسؤول عن بناء العضلات والعظام يفرزه الجسم بشكل أساسي أثناء مراحل النوم العميق.

كما ينعكس الحرمان من النوم على الحالة المزاجية والسلوكية للطفل فيصبح أكثر عصبية وسريع الغضب وقد يكثر من البكاء دون سبب واضح. هذا التوتر يؤثر على علاقاته الاجتماعية وتعاونه مع أسرته ومعلميه. وتتضمن المخاطر الصحية الأخرى اضطراب الشهية وزيادة الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية ما يرفع من خطر الإصابة بالسمنة خاصة مع قلة النشاط البدني واضطراب الساعة البيولوجية للجسم فضلا عن إرهاق العيون والصداع المتكرر.

ولتجنب هذه المشكلات قدمت النحراوي مجموعة من الإرشادات لمساعدة الأسر على تنظيم نوم أبنائهم خلال العام الدراسي. ويأتي على رأس هذه النصائح ضرورة تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ يوميا والالتزام به حتى في عطلات نهاية الأسبوع لبرمجة ساعة الجسم البيولوجية. ومن المهم أيضا تهيئة بيئة نوم مناسبة في غرفة هادئة ومظلمة وبعيدة عن أي مصادر للإزعاج مع تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل ساعة على الأقل من موعد النوم. وينصح بتقديم وجبة عشاء خفيفة مع تجنب الأطعمة السكرية أو المشروبات المنبهة مساء وتشجيع الطفل على ممارسة نشاط بدني معتدل بعد العودة من المدرسة لتعزيز جودة النوم ليلا.