كشفت أبحاث علمية حديثة عن طريقة طبيعية وبسيطة لتعزيز القدرات الذهنية وتحسين الذاكرة لا تتطلب سوى دقيقة واحدة كل صباح حيث أفاد خبراء أن استنشاق رائحة عشبة إكليل الجبل أو الروزماري العطرية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي ملموس على الصحة الإدراكية وزيادة التركيز على مدار اليوم.
ولتأكيد هذه الفائدة أجرت جامعة نورثمبريا تجربة محكمة وضعت خلالها مجموعة من المشاركين البالغين في غرفة فاحت فيها رائحة إكليل الجبل بينما وُضعت مجموعة أخرى في غرفة عادية خالية من أي روائح وأظهرت النتائج في نهاية التجربة تفوقا ملحوظا لأفراد المجموعة الأولى في أداء مهام الذاكرة المستقبلية التي تتطلب تذكر معلومات أو أحداث لاحقة وأشار الباحثون إلى أن تكرار التجربة على أطفال في سن الدراسة أعطى نتائج مماثلة ما يؤكد فعالية هذه الطريقة عبر مختلف الفئات العمرية.
ويكمن السر وراء قدرة إكليل الجبل على دعم صحة الدماغ في مكوناته الفريدة فهو غني بمركبات كيميائية تعزز من مستوى الأستيل كولين وهو ناقل عصبي يلعب دورا محوريا في عمليات التعلم وتكوين الذكريات كما أنه يعمل على تحسين الأداء الإدراكي عبر زيادة تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى الدماغ مما ينشط خلاياه.
ولا تتوقف فوائد رائحة إكليل الجبل عند هذا الحد فهي تساهم أيضا في زيادة اليقظة وتقليل الشعور بالإرهاق العقلي فضلا عن دورها في تحسين الحالة المزاجية من خلال المساعدة على تخفيف أعراض القلق والاكتئاب ويمكن تطبيق هذه العادة بسهولة عبر وضع غصن طازج من العشبة بجانب السرير واستنشاق رائحته بهدوء لمدة تتراوح بين ثلاثين وستين ثانية فور الاستيقاظ لبدء اليوم بنشاط ذهني عال.
إضافة إلى ذلك يحتوي هذا العشب المتوسطي على مضادات أكسدة قوية أبرزها حمض الكارنوسيك الذي يوفر حماية فعالة لخلايا الدماغ من التلف الناتج عن الجذور الحرة وهي عملية ترتبط بأمراض التدهور المعرفي مثل الخرف والزهايمر حيث تعد هذه العشبة مصدرا غنيا بالمركبات الكيميائية النباتية التي لها تأثيرات معززة للصحة العامة وتدعم الخلايا العصبية ضد أي ضرر محتمل.
وتتجاوز فوائد إكليل الجبل الصحية الدماغ لتشمل أجزاء أخرى من الجسم حيث استخدم تقليديا كعلاج فعال لتسهيل عملية الهضم وتخفيف مشكلات الانتفاخ وعسر الهضم كما أن خصائصه المضادة للالتهابات تجعله مفيدا للجسم بأكمله لاحتوائه على مركبات مثل حمض الروزمارينيك وحمض الأورسوليك المعروفين بقدرتهما على مكافحة الالتهابات.
ويمتد تأثيره الإيجابي إلى صحة البشرة حيث يمكن أن يساعد في تهدئة حالات حب الشباب والأكزيما بينما يوفر حمض الكارنوسيك الموجود فيه فوائد مضادة للشيخوخة من خلال حماية الجلد من الأضرار التي تسببها أشعة الشمس كما يمتلك زيت إكليل الجبل خصائص قوية مضادة للميكروبات تمنع نمو البكتيريا والفطريات ما يجعله واعدا في مجال حفظ الأغذية وله تطبيقات صيدلانية محتملة.
