الإرهاق الصباحي ليس مجرد تعب بل علامة تحذيرية لأمراض خطيرة غير متوقعة

الإرهاق الصباحي ليس مجرد تعب بل علامة تحذيرية لأمراض خطيرة غير متوقعة
الإرهاق الصباحي ليس مجرد تعب بل علامة تحذيرية لأمراض خطيرة غير متوقعة

يعاني الكثيرون من ظاهرة الاستيقاظ الصباحي وهم يشعرون بإرهاق شديد وخمول يمنعهم من بدء يومهم بنشاط وحيوية على الرغم من قضائهم ساعات نوم كافية خلال الليل وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول الأسباب الخفية التي تحول دون تجديد طاقة الجسم بشكل فعال.

قد يكون السبب وراء الشعور بالتعب المستمر عند الاستيقاظ وجود مشكلات صحية غير مشخصة فبعض الحالات المرضية مثل فقر الدم أو قصور الغدة الدرقية ومتلازمة التعب المزمن تضعف طاقة الجسم بشكل عام ولا يمكن التغلب عليها بمجرد النوم كما أن الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب تبقي العقل في حالة نشاط مستمر وتمنع الاسترخاء العميق.

تلعب بعض الأدوية والمنشطات دورا محوريا في التأثير على جودة النوم فتناول علاجات مثل مضادات الاكتئاب وحاصرات بيتا قد يتعارض مع دورات النوم الطبيعية ويقلل من فاعلية النوم التصالحي كما أن استهلاك مواد مثل الكافيين والنيكوتين خاصة في المساء يعيق قدرة الجسم على الدخول في حالة استرخاء ضرورية للنوم المريح.

لا يقل تأثير عادات نمط الحياة اليومية أهمية عن العوامل الصحية فالانشغال بالأجهزة الإلكترونية كالهواتف والحواسيب قبل التوجه للفراش مباشرة يعرض العين للضوء الأزرق الذي يثبط إنتاج هرمون النوم ويؤدي إلى الأرق وبالمثل فإن تناول وجبات دسمة أو ثقيلة قبل النوم يجبر الجهاز الهضمي على العمل لوقت إضافي مما يزعج راحة الجسم.

إن اختلال الإيقاع اليومي أو ما يعرف بالساعة البيولوجية للجسم يعد أحد أبرز المسببات للإرهاق الصباحي فهذا الاضطراب يحدث نتيجة تغير مواعيد النوم والاستيقاظ بشكل مستمر أو بسبب طبيعة العمل في نوبات متغيرة أو السفر المتكرر بين مناطق زمنية مختلفة مما يجعل الجسم في حالة ارتباك دائم حول الوقت المناسب للراحة والنشاط.

يعود الإحساس بالإرهاق أيضا إلى سوء نوعية النوم نفسها وليس فقط عدد ساعاته فالاستيقاظ المتكرر خلال الليل حتى لو كان لفترات قصيرة لا يدركها الشخص يمنع الدخول في مراحل النوم العميق الأساسية لتجديد النشاط الجسدي والعقلي كما أن اضطرابات التنفس أثناء النوم والأرق المزمن تجعل النوم سطحيا وغير مجد.

يساهم التوتر والإجهاد العقلي في إبقاء الجسم في حالة شبه تأهب دائمة حيث تظل العضلات مشدودة ويبقى الذهن منشغلا بالمشكلات وهو ما يقلل من كفاءة النوم ويحول دون الوصول إلى مرحلة الاسترخاء الكامل التي يحتاجها الجسم لاستعادة طاقته بالكامل.

للتغلب على مشكلة التعب الصباحي يوصي الخبراء بتبني مجموعة من الإجراءات تبدأ بالالتزام بجدول نوم واستيقاظ ثابت ومنتظم حتى خلال أيام العطلات الأسبوعية لتحقيق استقرار الساعة البيولوجية ومن الضروري أيضا تحسين بيئة النوم لتكون هادئة ومظلمة وباردة مع تجنب استخدام الشاشات الإلكترونية قبل ساعة على الأقل من النوم وممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام وإذا استمرت المشكلة فإنه من الأفضل استشارة طبيب متخصص لتحديد الأسباب الكامنة.