
تحول دواء بروبرانولول المخصص لعلاج أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم إلى خيار شائع بين المشاهير لمواجهة التوتر في المناسبات الكبرى وهو ما يثير قلق الأوساط الصحية بشكل متزايد. ففي فعاليات شهيرة مثل حفل غولدن غلوب لعام 2024 لم يتردد فنانون بارزون مثل روبرت داوني جونيور وكريستين بيل في الإفصاح علنا عن استعانتهم بهذه الحبوب المهدئة قبل مواجهة الجمهور وعدسات الكاميرا.
ينتمي بروبرانولول إلى فئة أدوية تعرف بحاصرات بيتا وتكمن آلية عمله في كبح تأثير هرمون الأدرينالين بالجسم مما يؤدي إلى إبطاء معدل ضربات القلب وخفض ضغط الدم. هذه الخصائص تجعله فعالا في السيطرة على الأعراض الجسدية للقلق اللحظي مثل الرعشة والتعرق وخفقان القلب التي تظهر في مواقف معينة كالخوف من التحدث أمام جمع غفير من الناس.
ورغم الإشادة التي يلقاها الدواء في دوائر معينة حتى أن بعض النجمات مثل راشيل سينوت ونتاشا روثويل روجن له بين متابعيهن فإن الخبراء يؤكدون أن فاعليته لا تتعدى المواقف العابرة. وتشير الدراسات الحديثة إلى عدم وجود أدلة كافية تدعم استخدامه كعلاج شامل لاضطرابات القلق النفسية المزمنة أو نوبات الهلع كما أنه لا يتفوق على الأدوية الأخرى المعتمدة لهذا الغرض.
ويحذر الأطباء من أن تناول بروبرانولول دون استشارة طبية قد يعرض المستخدم لمخاطر صحية جسيمة. تشمل قائمة الآثار الجانبية المحتملة الشعور بالإرهاق والدوار وحدوث اضطرابات في النوم وقد تصل في حالات نادرة إلى مضاعفات خطيرة مثل فشل القلب أو الدخول في حالة اكتئاب. وكشفت دراسة حديثة عن نتائج مقلقة حيث وجدت أن النساء اللاتي تناولن الدواء بعد الإصابة بنوبة قلبية كن أكثر عرضة للوفاة أو لدخول المستشفى مجددا.
ويشدد المختصون على أن الكثير من المرضى لا يصنفون حاصرات بيتا كأدوية للصحة النفسية مما قد يدفعهم للاستخفاف بمخاطرها. إلا أن الحقيقة الطبية تؤكد أن العلاج يجب أن يستند إلى دليل علمي وتقييم دقيق للحالة وليس بناء على توصيات المشاهير أو التجارب الشخصية المتداولة على نطاق واسع.