
سلطت شهادة تاريخية الضوء على فترة قاسية شهدها السعوديون عُرفت بين كبار السن باسم سنة الذرة الحمراء وهي حقبة زمنية تزامنت مع ظروف الحرب العالمية الثانية وأدت إلى توقف مصادر الرزق وانتشار الجوع على نطاق واسع في البلاد ما ترك ذكريات مؤلمة لا تزال محفورة في ذاكرة من عاصروها.
أوضح راوٍ تفاصيل تلك المرحلة العصيبة مشيرا إلى أن قيام الحرب العالمية الثانية كان له أثر مباشر ومدمر على الحياة اليومية حيث انقطعت حركة التجارة تماما وتوقفت السفن عن الإبحار ما أدى إلى شلل كامل في المعيشة وجعل الوضع في غاية الصعوبة على السكان الذين اعتمدوا على ما يأتيهم عبر البحر.
وفي دلالة على حجم العزلة التي كان يعيشها الناس في ذلك الوقت أكد الراوي أن الكثيرين لم يكونوا على دراية بما يجري في العالم الخارجي فلم يكن لديهم علم بوجود دول مثل أمريكا أو بالأحداث الجسيمة مثل قيامها بإلقاء القنبلة الذرية على اليابان وهو ما يوضح مدى انقطاعهم عن أخبار العالم الخارجي.
ووصف الراوي مشاهداته المروعة في تلك السنة بأنها كانت منظرا يخلع القلب حيث لم ير الرجال في حالة تشبه الوحوش إلا في ذلك الوقت من شدة الجوع والعناء. وأضاف أنه شاهد بأم عينه أناسا يسيرون ثم يسقطون أرضا من الإعياء وآخرين يزحفون على أطرافهم بحثا عن أي شيء يسد رمقهم بينما كان الموت يحصد أرواح الكثيرين منهم في الطرقات في مشهد وصفه بأنه أقرب إلى الخيال لشدة قسوته وهوله.