
سجلت أسعار الذهب في السوق المصرية قفزة تاريخية وغير مسبوقة مع بداية تعاملات الأسبوع حيث ارتفعت إلى مستويات قياسية لم تشهدها من قبل. ويأتي هذا الصعود الكبير مدفوعًا بمجموعة من العوامل المحلية والدولية مما أدى إلى تجاوز عيار 21 وهو الأكثر انتشارا في مصر حاجز الخمسة آلاف جنيه للمرة الأولى على الإطلاق.
ويعود هذا الارتفاع الصاروخي في الأسعار محليا بشكل مباشر إلى التحركات التي يشهدها المعدن الأصفر في البورصات العالمية حيث افتتح الأسبوع على مكاسب قوية. فقد نجحت أونصة الذهب العالمية في اختراق المستوى النفسي الهام عند 3700 دولار مسجلة مستوى تاريخيا جديدا عند 3722 دولارا بعد أن بدأت تداولاتها عند 3687 دولارا وهو ما يمثل زيادة بنسبة 0.9% تقريبا.
وتشير تحليلات السوق إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا الزخم العالمي هو استيعاب المستثمرين لقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع الماضي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وقد عززت تلميحات البنك بإمكانية المضي قدما في سياسة التيسير النقدي التوقعات بخفضين إضافيين للفائدة هذا العام خلال شهري أكتوبر وديسمبر بنسب احتمالية مرتفعة تصل إلى 93% و81% على التوالي.
وتفصيلا للأسعار الجديدة في مصر فقد بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 مستوى 5726 جنيها بينما سجل عيار 21 سعر 5010 جنيهات. أما عيار 18 فقد وصل سعره إلى 4294 جنيها في حين قفز سعر الجنيه الذهب ليسجل 40080 جنيها في مستهل التعاملات.
ولا يقتصر الدعم الذي يتلقاه الذهب على سياسات الفيدرالي الأمريكي فحسب بل يمتد ليشمل عوامل أخرى تزيد من الطلب عليه. فاستمرار عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية حول العالم وصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب يلعب دورا محوريا في تعزيز مكانة المعدن كملاذ آمن بالإضافة إلى توقعات مؤسسات مالية كبرى بأن سعر الأونصة قد يصل إلى 4000 دولار على المدى القريب والمتوسط.
وعلى الصعيد المحلي يضاف إلى التأثير العالمي عامل آخر لا يقل أهمية وهو سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري. فقد شهد سعر الدولار في البنوك الرسمية ارتفاعا تدريجيا من جديد مما وفر دعما إضافيا لأسعار الذهب في مصر وزاد من وتيرة صعودها لتواكب المكاسب العالمية.
وينتظر المستثمرون حاليا صدور بيانات التضخم الأمريكية وخطابات مسؤولي الفيدرالي للحصول على مؤشرات جديدة حول مستقبل السياسة النقدية. أما في السوق المصرية فيظل التركيز منصبا على متابعة حركة الدولار والأسعار العالمية للذهب وسط توقعات باستمرار الموجة الصعودية القياسية إذا واصل المعدن النفيس تحقيق قمم جديدة عالميا.