
يبرز زيت اللوز الحلو كأحد الكنوز الطبيعية التي عرفتها الحضارات القديمة واستخدمتها على نطاق واسع في مجالات الطب والتجميل نظرا لتركيبته الفريدة وقيمته الغذائية العالية. ويُستخلص هذا الزيت من بذور اللوز الحلو ويتميز بلونه الأصفر الفاتح وقوامه غير الدهني ورائحته الخفيفة مما يجعله مكونا مثاليا في روتين العناية اليومي بالصحة والجمال.
أوضحت الدكتورة مروة كمال أخصائية التغذية العلاجية أن زيت اللوز الحلو يعد هدية طبيعية تقدم حلولا جمالية وصحية متعددة فهو يعمل كمرطب فعال للبشرة ومغذ عميق للشعر وداعم قوي للصحة العامة للجسم. وأضافت أن إدراجه بشكل منتظم في نمط الحياة اليومي يسهم في تعزيز المظهر الصحي وزيادة الحيوية الداخلية مما يجعله عنصرا أساسيا لا غنى عنه في كل منزل.
يحتوي هذا الزيت الثمين على تركيبة غنية بالفيتامينات الأساسية مثل فيتامين E وفيتامين A وفيتامين D إلى جانب الأحماض الدهنية الحيوية كالأوميجا 3 والأوميجا 6 وهي مكونات تمنحه قدرات علاجية وتجميلية استثنائية.
فيما يخص العناية بالشعر يقدم زيت اللوز الحلو فوائد جمة تبدأ من ترطيب فروة الرأس الجافة حيث إن تدليكه بانتظام ينشط الدورة الدموية ويزود بصيلات الشعر بالتغذية اللازمة مما يحد من ظهور القشرة والجفاف. كما يعمل محتواه الغني بالأحماض الدهنية والفيتامينات على تقوية جذور الشعر ومنع تكسره وتساقطه ليمنحه مظهرا أكثر كثافة وحيوية. ولا تقتصر فوائده على ذلك بل يغلف خصلات الشعر بطبقة حماية خفيفة تحافظ على رطوبتها وتمنحها لمعانا طبيعيا ونعومة فائقة كما يحمي الشعر من الأضرار الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس وأدوات التصفيف الحرارية.
يمكن الاستفادة من هذه الخصائص عبر استخدامه كحمام زيت دافئ بتدليك فروة الرأس والشعر به وتغطيته لمدة ساعة قبل غسله أو بإضافة بضع قطرات منه إلى البلسم لتعزيز الترطيب واللمعان أو بخلطه مع زيت شجرة الشاي لعلاج القشرة أو بتمرير قطرات قليلة على أطراف الشعر المبللة لإصلاح التقصف.
أما بالنسبة لفوائده الصحية العامة فإن زيت اللوز الحلو يلعب دورا هاما في تعزيز صحة القلب إذ تساعد الأحماض الدهنية غير المشبعة فيه على خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع الكوليسترول النافع مما يحمي القلب والأوعية الدموية. كما يساهم في تقوية جهاز المناعة بفضل محتواه من المعادن مثل الزنك والمغنيسيوم التي تحارب الالتهابات. ويستخدم كذلك في تحسين عملية الهضم حيث يعمل كملين طبيعي لطيف لمعالجة الإمساك ولكن بعد استشارة الطبيب. ولصحة العظام والمفاصل يوفر فيتامين D والكالسيوم دعما لتقوية العظام بينما يساعد التدليك به على تخفيف آلام العضلات والمفاصل.
للاستخدام الصحي يمكن إضافة ملعقة صغيرة منه للسلطات أو تناولها مباشرة بعد استشارة طبية لتحسين الهضم وتخفيف الإمساك. كما يستخدم كزيت تدليك دافئ للمفاصل والعضلات المتعبة أو يمزج مع زيوت عطرية مثل اللافندر للحصول على جلسة تدليك تبعث على الاسترخاء العميق.
وفيما يتعلق بالبشرة يعتبر زيت اللوز الحلو مرطبا طبيعيا مثاليا بفضل قوامه الخفيف وسرعة امتصاصه فهو يحبس الرطوبة داخل خلايا الجلد ويمنحها نعومة فائقة خاصة في الأجواء الجافة. وبفضل فيتامين E ومضادات الأكسدة القوية التي يحتويها يساهم في تفتيح الهالات السوداء تحت العين وتقليل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد عند تدليكه بانتظام. وتساعد خصائصه المضادة للالتهابات على تهدئة البشرة المتهيجة وتخفيف الاحمرار الناتج عن حب الشباب أو حروق الشمس كما أنه لا يسد المسام مما يجعله مناسبا للبشرة الحساسة.
لاستخدامه على البشرة يمكن وضع بضع قطرات كمرطب يومي على وجه نظيف أو استخدامه على قطعة قطن لإزالة المكياج بلطف. ولعلاج الهالات السوداء تدلك منطقة أسفل العين بقطرة واحدة قبل النوم. ولتوحيد لون البشرة يمكن مزجه مع قليل من عصير الليمون أو العسل وتطبيقه كقناع أسبوعي.
يعتبر زيت اللوز الحلو خيارا آمنا وفعالا للأطفال إذ يساعد تدليك أجسامهم به على تعزيز الاسترخاء وتحسين جودة نومهم. كما يحافظ على نعومة بشرتهم ويحميها من الجفاف والطفح الجلدي ويسهم في تقوية عظامهم ومناعتهم.
يمكن اعتماد روتين أسبوعي متكامل للاستفادة القصوى من زيت اللوز الحلو. للبشرة استخدميه يوميا كمرطب ومزيل للمكياج وثلاث مرات أسبوعيا لعلاج الهالات السوداء ومرتين كقناع للتفتيح. وللشعر طبقيه كحمام زيت مرة أسبوعيا واستخدمي بضع قطرات على الأطراف بعد كل غسلة لترطيبها. وللجسم دلكيه بعد الاستحمام مرتين أسبوعيا لترطيب عميق واستخدميه لتدليك المفاصل عند الحاجة.
من الضروري اتخاذ بعض الاحتياطات قبل استخدام الزيت وذلك بإجراء اختبار حساسية على بقعة صغيرة من الجلد أولا. ويجب الامتناع عن تناوله داخليا دون استشارة طبية خاصة لمن يعانون من مشكلات في الكبد أو الجهاز الهضمي.