
يبرز العسل ككنز طبيعي توارثته الحضارات القديمة من الفراعنة واليونان وصولا إلى الرومان ليس فقط كغذاء بل كعلاج فعال لمختلف الأمراض ومع تقدم الأبحاث العلمية الحديثة تتأكد يوما بعد يوم أهمية دمج ملعقة منه في النظام الغذائي اليومي خصوصا عند تناولها على معدة فارغة.
يساعد تناول العسل في الصباح الباكر على تنشيط الجهاز الهضمي وتهيئته ليوم كامل من العمل حيث يعمل كمنظم طبيعي لحركة الأمعاء مما يقي من الإمساك ويهدئ من التهابات المعدة المحتملة ويقلل من الشعور بالحموضة الزائدة كما أن مزجه مع الماء الدافئ يحفز الجسم على طرد الفضلات والسموم المتراكمة ويدعم وظائف الكبد ويعزز الدورة الدموية بشكل عام.
يعمل العسل على بناء خط دفاعي قوي للجسم بفضل محتواه الغني من الفيتامينات والمعادن الأساسية والمركبات المضادة للأكسدة مثل الفلافونويدات وفيتامين C وهذه العناصر مجتمعة تقوي قدرة جهاز المناعة على محاربة العدوى البكتيرية والفيروسية وتجعل الجسم أكثر استعدادا لمقاومة أمراض موسمية شائعة كنزلات البرد والإنفلونزا.
يعد العسل مصدرا مثاليا للطاقة الفورية في الصباح فهو يحتوي على سكريات طبيعية بسيطة مثل الجلوكوز والفركتوز التي يمتصها الجسم بسرعة ويحولها إلى وقود يدوم لساعات طويلة مما يجعله بديلا صحيا ممتازا للمشروبات المنبهة التي قد تسبب التوتر أو تراجع الطاقة لاحقا.
يلعب الاستهلاك المنتظم للعسل دورا مهما في دعم صحة القلب والأوعية الدموية إذ تظهر الدراسات أن له قدرة على المساعدة في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم مما يقلل من خطر تصلب الشرايين ويحسن من مرونتها ويساهم ذلك في الوقاية من الجلطات القلبية والسكتات الدماغية على المدى الطويل.
على الرغم من حلاوته وسعراته الحرارية يمكن للعسل أن يكون حليفا في الحفاظ على وزن صحي فتناوله على الريق يقلل من الرغبة الشديدة في استهلاك السكريات المصنعة والحلويات غير الصحية خلال اليوم كما أن إضافته إلى كوب من الماء الفاتر مع بضع قطرات من الليمون قد يعزز عمليات الأيض وحرق الدهون.
لا تقتصر فوائد العسل على الصحة الداخلية للجسم بل تمتد لتنعكس بشكل واضح على الجمال الخارجي فخصائصه المضادة للأكسدة تحارب الجذور الحرة التي تسبب شيخوخة البشرة المبكرة بينما تساهم خصائصه المضادة للالتهابات في منح الجلد نضارة وإشراقة طبيعية وتقليل ظهور الشوائب.