
سلط مختص في الشأن التاريخي الضوء على تفاصيل لقاء بالغ الأهمية جرى في مصر عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وجمع بين الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ورئيس الوزراء البريطاني آنذاك ونستون تشرشل حيث كشف اللقاء عن حنكة الملك السياسية وقدرته على تأمين مصالح بلاده في مرحلة دقيقة من تاريخ العالم.
ومن المواقف التي تروى عن ذلك اللقاء ما يعكس الاحترام المتبادل بين القائدين على الرغم من اختلاف عاداتهما الشخصية. فقد كان ونستون تشرشل معروفا بشغفه بالتدخين بينما كان الملك عبد العزيز يكره هذه العادة بشدة. وخلال مأدبة غداء جمعتهما مع الرئيس الأمريكي روزفلت لوحظ تأخر تشرشل عن موعده بشكل غير معتاد وعندما استفسر الملك عن سبب غيابه تبين أنه فضل التأخر قليلا ليدخن سيجارته بعيدا احتراما لوجود الملك الذي لا يستسيغ رائحة الدخان.
وفي سياق الحوار السياسي توجه الملك عبد العزيز خلال اجتماعه مع تشرشل في الفيوم بطلب مباشر اعتبره حقا مشروعا من غنائم الحرب وبادر الملك بسؤال رئيس الوزراء البريطاني عن نصيبه من تلك الغنائم بعد انتصار الحلفاء.
وعندما استفسر تشرشل عن الدور الذي قامت به المملكة لتستحق ذلك جاء رد الملك عبد العزيز حاسما وذكيا. أوضح الملك أنه قدم للحلفاء خدمة استراتيجية لا تقدر بثمن تمثلت في حماية وتأمين البحر الأحمر وأضاف متسائلا لو أن هذا الممر المائي الحيوي كان مفتوحا أمام القوات الألمانية والإيطالية فكم من القوات والموارد كانت ستحتاجها بريطانيا لتأمينه.
أمام هذه الحجة المنطقية والواقعية أقر تشرشل بوجهة نظر الملك عبد العزيز واعترف بأنه يستحق الدعم والإعانة وكان هذا الموقف أحد العوامل التي عززت إعلان الملك وقوفه إلى جانب الحلفاء وتأكيد مكانة المملكة كقوة إقليمية مؤثرة.