الملك عبدالعزيز: مؤرخ يكشف تفاصيل أول قرار اتخذه فور دخوله الحجاز

الملك عبدالعزيز: مؤرخ يكشف تفاصيل أول قرار اتخذه فور دخوله الحجاز
الملك عبدالعزيز: مؤرخ يكشف تفاصيل أول قرار اتخذه فور دخوله الحجاز

أوضح باحث متخصص في الشأن التاريخي أن دخول الملك عبدالعزيز آل سعود إلى الحجاز لم يكن مجرد حدث عسكري بل كان نقطة تحول جذرية غيرت موازين القوى في المنطقة بأسرها خاصة في ظل سيطرة القوى الاستعمارية على غالبية العالم الإسلامي آنذاك وهو ما أثر بشكل مباشر على قضية الحرمين الشريفين وأمن الحجاج.

ووفقاً للباحث بندر بن معمر فإن الأوضاع كانت قد وصلت إلى مرحلة حرجة حيث منع الشريف حسين حجاج نجد من أداء فريضتهم لعدة أعوام متتالية وهو الأمر الذي أثار رفضا قاطعا لدى قيادات نجد التي اجتمعت في الرياض للتأكيد على موقفها مما جعل قضية الحج والحرمين الشريفين تتقاطع بشكل مباشر مع مصالح القوى الكبرى.

وأشار ابن معمر إلى أن الخطوة الأولى التي بادر بها الملك عبدالعزيز فور دخوله مكة المكرمة كانت ذات طابع سياسي وإنساني حيث أصدر بيانا رسميا وجهه إلى أهالي الحجاز وعموم أهل مكة أكد فيه أن قدومه يهدف في المقام الأول إلى رفع المظالم وتحقيق العدل كما طرح مبادرة لعقد مؤتمر إسلامي يحدد مستقبل المنطقة إلا أن هذه الدعوة لم تلق استجابة بسبب خضوع معظم الدول الإسلامية للاحتلال.

وعلى الصعيد العملي كانت الأماكن المقدسة في حاجة ملحة إلى الإصلاح والتطوير فقد ظل الحرم المكي على حاله دون توسعة تذكر لما يقارب ألف عام وهو ما دفع الملك عبدالعزيز إلى إطلاق مشاريع ترميم وتوسعة شاملة رغم الإمكانيات المادية المحدودة في تلك الحقبة التاريخية.

وكان من أبرز تلك المشاريع وأكثرها رمزية تسقيف المسعى للمرة الأولى في التاريخ الإسلامي وهي خطوة شكلت نقلة نوعية في خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل أداء مناسكهم.