نظام دماغي مدهش.. اكتشاف آلية الإصلاح الذاتي لجسمك أثناء نومك العميق

نظام دماغي مدهش.. اكتشاف آلية الإصلاح الذاتي لجسمك أثناء نومك العميق
نظام دماغي مدهش.. اكتشاف آلية الإصلاح الذاتي لجسمك أثناء نومك العميق

كشفت دراسة علمية حديثة أجريت على فئران التجارب عن تفاصيل دقيقة للدوائر العصبية التي تتحكم في إطلاق هرمون النمو أثناء النوم وهي عملية حيوية ظلت آلياتها غامضة لفترة طويلة ويفتح هذا الإنجاز الباب أمام إمكانية تطوير علاجات مبتكرة لأمراض ترتبط باضطرابات النوم مثل السكري من النوع الثاني ومرض الزهايمر.

على عكس الأبحاث السابقة التي كانت تقتصر على قياس نسب الهرمون في مجرى الدم أوضح عالم الأعصاب شينلو دينغ أن الدراسة الجديدة اعتمدت على تسجيل النشاط العصبي بشكل مباشر خلال مراحل النوم المختلفة وقد أتاح هذا المنهج للباحثين اكتشاف اختلافات جوهرية في طريقة إفراز الهرمون بين مرحلة النوم العميق ومرحلة نوم حركة العين السريعة.

وتوصلت النتائج إلى وجود حلقة تغذية راجعة معقدة تشمل منطقة دماغية تعرف باسم الموضع الأزرق وهي المسؤولة بشكل أساسي عن اليقظة والانتباه ويشير هذا الارتباط إلى وجود توازن دقيق بين حالات النوم واليقظة وتنظيم إفراز هرمون النمو وهو توازن ضروري ليس فقط لنمو الجسم بل أيضا لصحة عمليات الأيض.

ويلعب هرمون النمو دورا يتجاوز دعم نمو العظام والعضلات فهو يساهم بشكل فعال في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي للدهون والجلوكوز في الجسم وعندما يحدث خلل في النوم وينخفض إفراز هذا الهرمون يزداد خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والشرايين مما يبرز أهمية هذه الاكتشافات لصحة الإنسان العامة.

وبما أن الموضع الأزرق يلعب دورا محوريا في التحكم بمستويات اليقظة أثناء النهار فإن الآليات المكتشفة حديثا قد تؤثر أيضا على الأداء الإدراكي والتركيز خلال ساعات الاستيقاظ وعلى الرغم من التشابه الكبير في بنية هذه المناطق الدماغية بين الفئران والبشر إلا أن العلماء يؤكدون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد انطباق هذه النتائج على الإنسان.

ويرى الباحث دانيال سيلفرمان أن فهم هذه الشبكة العصبية المعقدة قد يمهد الطريق نحو علاجات هرمونية جديدة مصممة لتحسين جودة النوم أو استعادة المستويات الطبيعية للهرمون كما يُعتقد أن بعض العلاجات الجينية التجريبية التي تستهدف أنواعا محددة من الخلايا قد تتيح مستقبلا تقنيات مبتكرة للتحكم في نشاط الموضع الأزرق وهو اتجاه بحثي لم يكن مطروحا من قبل.