الذهب يحلق عند قمة تاريخية جديدة وترقب خفض الفائدة يغذي موجة الصعود

الذهب يحلق عند قمة تاريخية جديدة وترقب خفض الفائدة يغذي موجة الصعود
الذهب يحلق عند قمة تاريخية جديدة وترقب خفض الفائدة يغذي موجة الصعود

تشهد أسواق المعادن العالمية حالة من الترقب الشديد مع تركيز المستثمرين على البيانات الاقتصادية المقبلة وتصريحات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي بشأن السياسة النقدية المستقبلية وفي خضم هذه الأجواء حلقت أسعار الذهب مسجلة أرقاما قياسية غير مسبوقة مدفوعة بمخاوف التضخم وتوقعات السوق.

ساهم قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي الأسبوع الماضي بخفض أسعار الفائدة في دفع العقود الآجلة للذهب إلى تحقيق مستوى تاريخي جديد عند 3763.10 دولارا للأونصة حيث تتوقع الأسواق استمرار هذا النهج مع تخفيضين آخرين محتملين قبل نهاية العام الحالي وفي سياق متصل ارتفع سعر التسليم الفوري للمعدن النفيس بنسبة 0.8% ليبلغ 3711.45 دولارا للأونصة.

تتجه أنظار المتعاملين في السوق الآن نحو يوم الجمعة حيث من المقرر صدور مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة وهو المقياس الذي يعتمده الاحتياطي الفدرالي بشكل أساسي لتقييم مستويات التضخم كما يترقب المستثمرون هذا الأسبوع تصريحات ما لا يقل عن اثني عشر مسؤولا في البنك المركزي من بينهم رئيسه جيروم باول يوم الثلاثاء للحصول على مؤشرات إضافية حول التوجهات النقدية.

لقد شهد الذهب ارتفاعا كبيرا تجاوزت نسبته 42% خلال العام الجاري ويعود هذا الصعود القوي إلى مجموعة من العوامل أبرزها زيادة الطلب عليه من قبل البنوك المركزية حول العالم بالإضافة إلى إقبال المستثمرين على شرائه كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الناتجة عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب والتهديدات التي تحيط باستقلالية الفدرالي الأميركي.

ظهرت مؤشرات على وجود آراء متباينة داخل أروقة البنك المركزي الأميركي ففي تصريحات صحفية أعرب رافائيل بوستيك رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في أتلانتا عن اعتقاده بعدم وجود حاجة ملحة حاليا للمزيد من تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام وأرجع بوستيك تردده في دعم أي خفض جديد للفائدة في أكتوبر إلى المخاوف المستمرة بشأن التضخم على الرغم من تحول التركيز الاقتصادي مؤخرا نحو القلق بشأن قطاع التوظيف.

يرى تيم ووترر وهو أحد كبار محللي الأسواق أن أسعار الذهب عادت لتدور قرب مستوى 3700 دولار مع إمكانية تسجيلها مستويات قياسية جديدة خلال الأسبوع إذا استمرت البيانات الاقتصادية الأميركية في الإشارة إلى وجود مبرر لدى الاحتياطي الفدرالي لمواصلة سياسة التيسير النقدي وخفض الفائدة وأضاف أن المزيج الحالي من موقف الفدرالي وتوجهه نحو التيسير مع الطلب القوي والمستمر من البنوك المركزية يخلق زخما إيجابيا لصالح أسعار المعدن الأصفر.

كان الاحتياطي الفدرالي قد أقر تخفيضا بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء الماضي لكنه حذر في الوقت ذاته من استمرار الضغوط التضخمية الأمر الذي أثار تساؤلات حول وتيرة وحجم التخفيضات القادمة ورغم ذلك يتوقع المستثمرون على نطاق واسع خفضين إضافيين للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما في شهري أكتوبر وديسمبر حيث تشير أدوات مراقبة السوق إلى احتمالات تبلغ 93% و81% على التوالي.