سادت حالة من القلق والجدل الواسع بين النساء الحوامل في مصر ومختلف أنحاء العالم عقب تصريحات صادرة عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. حذرت هذه التصريحات من مخاطر محتملة لتناول دواء تايلينول الذي يعرف علميا باسم باراسيتامول أو أسيتامينوفين خلال فترة الحمل ما أثار موجة من المخاوف.
في مواجهة هذه المخاوف أكد الدكتور عمرو حسن أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة أن التحذيرات المتداولة تفتقر لأي أساس علمي. وشدد على أن عقار الباراسيتامول لا يزال يمثل الخيار العلاجي الأكثر أمانا المتاح للسيدات الحوامل للتعامل مع الآلام الخفيفة أو الصداع أو ارتفاع درجة الحرارة.
ودعم حسن رأيه بمواقف كبرى المؤسسات الطبية العالمية التي لم تغير توصياتها. فالكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد نفت وجود أي أبحاث علمية دقيقة تربط بين استخدام الدواء أثناء الحمل وظهور اضطرابات سلوكية أو توحد لدى الأطفال. وبالمثل أوضحت الكلية الملكية البريطانية لأطباء النساء والتوليد أن الباراسيتامول هو المسكن وخافض الحرارة الآمن عند استخدامه بالجرعات المحددة.
وحول موقف هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أشار أستاذ أمراض النساء والتوليد بقصر العيني إلى أن الإضافات الأخيرة على النشرة الداخلية للدواء تأتي كإجراء احترازي روتيني ولا تعني إثبات وجود ضرر مؤكد على الجنين. وبالتالي فإن استخدام الباراسيتامول تحت إشراف طبي وبالجرعات الموصى بها لا يشكل خطورة مثبتة علميا.
ووجه حسن رسالة طمأنة مباشرة للأمهات الحوامل في مصر داعيا إياهن إلى عدم الانسياق خلف التصريحات السياسية المثيرة للجدل أو الشائعات المنتشرة. وأوضح أن الممارسة الطبية تعتمد بشكل كامل على الأدلة العلمية والبراهين وليس على الأقاويل. ونصح باستخدام الدواء فقط عند الضرورة وبالجرعة المقررة مع التأكيد على أهمية استشارة الطبيب المختص دائما.
وأكد أن الهدف الأساسي للطواقم الطبية هو ضمان راحة الأم والحفاظ على سلامة جنينها داعيا السيدات الحوامل إلى إتمام هذه الرحلة الهامة بهدوء وطمأنينة بعيدا عن أي قلق لا مبرر له.
