شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال التعاملات متأثرة بشكل مباشر بصعود الدولار الأمريكي الذي جعل المعدن الأصفر أكثر تكلفة على المشترين من حائزي العملات الأخرى ويأتي هذا الانخفاض في أعقاب وصول الذهب إلى مستويات قياسية تاريخية في جلسات سابقة مما دفع بعض المستثمرين إلى جني الأرباح.
تتجه أنظار المتعاملين في الأسواق حاليًا نحو الولايات المتحدة في ترقب لصدور بيانات اقتصادية هامة هذا الأسبوع والتي قد تقدم مؤشرات جديدة حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفدرالي ويترقب المستثمرون بحذر بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية يوم الخميس بالإضافة إلى مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة وهو مقياس التضخم الذي يعتمده الفدرالي في قراراته.
في سياق متصل بتوجهات السياسة النقدية لم يقدم جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي أي تلميحات واضحة حول مستقبل أسعار الفائدة في تصريحاته الأخيرة لكنه أكد على ضرورة تحقيق توازن دقيق بين مخاطر استمرار التضخم ومخاطر تباطؤ سوق العمل وعلى الرغم من حذر باول تسعر الأسواق بالفعل إمكانية إجراء خفضين إضافيين لأسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس لكل منهما هذا العام.
وعلى صعيد التوترات الجيوسياسية أعلن الجيش الأوكراني عن استهداف محطتي ضخ للنفط في منطقة فولغوغراد الروسية وهي تطورات من شأنها عادة أن تعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين السياسي والاقتصادي حيث يميل المستثمرون إلى المعدن النفيس للحفاظ على القيمة في مثل هذه الظروف.
وسجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية هبوطا بنسبة 0.8 بالمئة لتصل إلى 3734.58 دولار للأونصة بعد أن كانت قد سجلت مستوى قياسيا عند 3790.82 دولار في وقت سابق كما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.2 بالمئة لتستقر عند 3768.1 دولار عند التسوية وتزامن هذا الهبوط مع ارتفاع مؤشر الدولار بنحو 0.6 بالمئة وزيادة العوائد على سندات الخزانة الأمريكية.
ولم يقتصر التراجع على الذهب فقط حيث شهدت المعادن النفيسة الأخرى انخفاضات مماثلة فقد هبطت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4 بالمئة مسجلة 43.84 دولار للأونصة وتراجع البلاتين بنسبة 0.7 بالمئة ليصل إلى 1468.44 دولار بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.7 بالمئة إلى 1211.45 دولار.
