
جذبت حيل تبييض الأسنان الفورية التي تغزو منصة تيك توك اهتمام الكثيرين الباحثين عن ابتسامة ناصعة في دقائق معدودة إلا أن خبراء طب الأسنان يدقون ناقوس الخطر محذرين من أن هذه الطرق الشائعة قد تخفي وراءها أضرارا جسيمة ومخاطر صحية غير متوقعة على المدى الطويل.
يبرز تحذير صارخ من الدكتور مارك أندراويس حول ما يعرف بـ ماجيك إريزر المصنوع من رغوة الميلامين واصفا إياها بالأسوأ على الإطلاق. تعمل هذه الأداة كأنها ورق صنفرة دقيق يزيل طبقة المينا بشكل دائم ولا يمكن تعويضه مما يفتح الباب أمام مخاطر كيميائية وصحية طويلة الأمد. وينطبق نفس المنطق الخطير على مساحيق التبييض التي تعتمد على الفحم فهي تتسم بكونها شديدة الكشط وقادرة على إلحاق ضرر دائم بالمينا بينما الأنواع الأخرى التي تحتوي على مواد مؤكسدة قد تكون ألطف لكن سلامتها على المدى البعيد لم تثبت بعد.
على جانب آخر توجد منتجات تبدو أكثر أمنا لكن فعاليتها مؤقتة ومحدودة فمثلا سيروم تصحيح اللون البنفسجي يعتمد على الصبغات لمعادلة اللون الأصفر بدلا من المواد الكاشطة ورغم أمانه النسبي إلا أن تأثيره يزول سريعا وقد يؤدي استخدامه المفرط إلى تلوين اللثة واللسان بحسب الدكتور مايكل واي. وبالمثل يمكن لمعجون صودا الخبز إزالة البقع السطحية بفعالية لكنه لا يغير لون السن الداخلي ويجب استخدامه بحذر شديد لتجنب تآكل طبقة المينا الحامية.
أما أقلام التبييض فتعد فعالة جزئيا في حال احتوت على بيروكسيد الهيدروجين لكنها لا ترقى لنتائج الإجراءات المهنية في العيادات كما أن فعاليتها تقل بسبب إزالتها السريعة بفعل اللعاب والشفاه وفقا للدكتورة جينا تشيمون. وفي المقابل يعتبر استخدام عصير الليمون من أسوأ الحيل المنزلية نظرا لحموضته الشديدة التي تشكل تهديدا مباشرا للمينا وتزيد من حساسية الأسنان بشكل ملحوظ.
ويوضح الدكتور أندراويس أن الإحساس الأولي ببياض الأسنان بعد تجربة بعض هذه الحيل ما هو إلا نتيجة لإزالة الطبقة السطحية الملونة فقط. لكن مع تكرار هذه العملية تصبح طبقة المينا أرق تدريجيا مما يزيد من حساسية الأسنان ويجعلها أكثر عرضة للتسوس. ومن بين المفاهيم الخاطئة الشائعة استخدام الكركم الذي قد يفيد صحة اللثة لكنه يفتقر لأي قدرة على تبييض الأسنان بل وقد يتسبب في تصبغها بلون إضافي.