مع حلول فصل الخريف وتقلباته الجوية التي تمهد للانتقال من حرارة الصيف إلى برودة الشتاء يصبح الجسم أكثر حساسية تجاه العدوى الموسمية ونزلات البرد والأنفلونزا. لذلك يبرز الاهتمام بتعزيز قدرات الجهاز المناعي كخطوة أساسية وضرورية للحفاظ على صحة الكبار والصغار وتجنب الأمراض وهو ما يشغل بال الكثيرين خلال هذه الفترة.
وفي هذا السياق تشدد أخصائية التغذية العلاجية مرام عيسى على أهمية اتباع نظام غذائي متكامل لدعم المناعة حيث يُعد التركيز على الخضروات والفواكه الموسمية مثل البرتقال واليوسفي والجزر والبنجر والتفاح حجر الزاوية لغناها بالفيتامينات ومضادات الأكسدة. كما يجب الحرص على تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين C بوفرة كالحمضيات والفلفل الملون والليمون لدورها الفعال في مقاومة نزلات البرد وتقوية الدفاعات الطبيعية للجسم. ويأتي الزنك كعنصر حيوي آخر لرفع كفاءة الجهاز المناعي ويمكن الحصول عليه من مصادر متنوعة تشمل اللحوم الحمراء والبقوليات والمكسرات فضلا عن العسل الطبيعي الذي يعمل كمضاد للبكتيريا والفيروسات ويمنح الجسم طاقة وحيوية.
لا تقتصر الوقاية على الغذاء فقط بل تمتد لتشمل مجموعة من العادات اليومية الصحية. فممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي السريع أو اليوجا تساهم في تنشيط الدورة الدموية وتعزيز قدرة خلايا الدم البيضاء على محاربة العدوى. كما يلعب النوم دورا حاسما حيث إن الحصول على قسط كاف من الراحة يتراوح بين سبع وثماني ساعات يوميا في مواعيد ثابتة قدر الإمكان يمنع إضعاف الجهاز المناعي. ويجب كذلك إدارة الضغط النفسي والتوتر من خلال تمارين التنفس العميق والاسترخاء أو ممارسة الهوايات المفضلة لأن التوتر يؤثر سلبا على قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
إلى جانب ذلك توجد إجراءات وقائية مباشرة تساهم في تقليل فرص العدوى بشكل كبير. من أهم هذه الإجراءات غسل اليدين جيدا بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد العودة من الخارج وتجنب لمس الوجه باستمرار خاصة العينين والفم بالإضافة إلى تعقيم الأدوات الشخصية التي نستخدمها بكثرة كالهاتف والمفاتيح. ومن الضروري أيضا ارتداء الملابس المناسبة للطقس الخريفي المتقلب للحفاظ على دفء الجسم خصوصا في الصباح الباكر والمساء وتجنب التعرض المفاجئ للتيارات الهوائية الباردة.
يمكن تدعيم هذه الإجراءات بالاستعانة بمشروبات طبيعية دافئة تقوي المناعة مثل مشروب الزنجبيل بالليمون والقرفة مع العسل والشاي الأخضر ومشروب الكركم بالحليب. كما يجب عدم إهمال التعرض لأشعة الشمس لمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة يوميا للحصول على فيتامين D الذي يلعب دورا رئيسيا في دعم وظائف المناعة. وأخيرا قد يكون من الحكمة استشارة الطبيب بشأن الحصول على اللقاحات الضرورية مثل لقاح الإنفلونزا الموسمية خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو كبار السن.
