السويد تدخل عالم الطب كأول دولة يمكن زيارتها بوصفة علاجية رسمية

أعلنت السويد عن مبادرة فريدة تضعها كأول دولة في العالم يمكن وصف زيارتها كعلاج طبي فعال لمواجهة ضغوط الحياة العصرية حيث يتعاون أطباء ألمان رمزيا على إصدار توصيات للمرضى بقضاء وقت في الطبيعة السويدية كجزء من خطة التعافي من الإجهاد والقلق وتجديد النشاط الذهني والجسدي.

تستند هذه الفكرة المبتكرة إلى دراسة علمية حملت اسم كبائن الساعات الاثنتين والسبعين حيث تم وضع خمسة مشاركين من أصحاب المهن المعروفة بمستويات التوتر العالية في عزلة تامة داخل الطبيعة السويدية الخلابة وقد أقام هؤلاء المشاركون في أكواخ زجاجية صُممت خصيصا لتعزيز الشعور بالاندماج مع المحيط الطبيعي على جزيرة هنريكشولم الخاصة في منطقة دالسلاند.

كشفت نتائج التجربة عن تحولات إيجابية مذهلة في صحة المشاركين النفسية والجسدية فبعد قضاء ثلاثة أيام فقط انخفضت مستويات التوتر لديهم بنسبة سبعين بالمئة كما لوحظ انخفاض ملموس في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وتراجع كبير في مشاعر القلق والحزن إضافة إلى زيادة ملحوظة في القدرة على الإبداع والتفكير الإيجابي.

تتحول غابات السويد وبحيراتها الشاسعة بموجب هذا المفهوم إلى صيدلية مفتوحة تقدم علاجات طبيعية خالية من المواد الكيميائية فبدلا من الأدوية التقليدية يصبح العلاج هو قضاء اثنتين وسبعين ساعة من الانغماس الكامل في هدوء الطبيعة وهو ما يعتبر جرعة كافية لإعادة ضبط إيقاع الجسم والعقل.

تتضمن الوصفة العلاجية السويدية مجموعة من الأنشطة البسيطة التي تعزز الاتصال المباشر بالطبيعة حيث يُنصح الزوار بالانخراط في فعاليات مثل السباحة في البحيرات الصافية وصيد الأسماك والتجديف بالقوارب وجمع الثمار البرية والمشي لمسافات طويلة بين الغابات الكثيفة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخالية من أي تدخل بشري.

تعتبر هذه المبادرة تجسيدا لفلسفة سويدية متجذرة في حب الطبيعة والارتباط بها حيث يكفل قانون حق التجول العام للجميع حرية استكشاف الطبيعة والتخييم فيها بحرية ومسؤولية مما يجعل هذا النوع من العلاج متاحا للجميع وليس حكرا على فئة معينة ويوفر فرصة حقيقية للهروب من صخب الحياة اليومية.