نشاط الغدة الدرقية.. أعراض خفية لا تتجاهلها وأسباب شائعة للإصابة به

نشاط الغدة الدرقية.. أعراض خفية لا تتجاهلها وأسباب شائعة للإصابة به
نشاط الغدة الدرقية.. أعراض خفية لا تتجاهلها وأسباب شائعة للإصابة به

يؤثر فرط نشاط الغدة الدرقية على وظائف الجسم الحيوية بشكل كبير حيث يمثل هذا الاضطراب الهرموني تحديا صحيا يواجهه الكثيرون وغالبا ما يتم تجاهل أعراضه الأولية لكونها تتشابه مع حالات أخرى أقل خطورة ما يؤدي إلى تأخر التشخيص وتفاقم المشكلة الصحية مع مرور الوقت.

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية التي تقع في الجزء السفلي من الرقبة وتشبه الفراشة في شكلها ويأتي في مقدمة هذه الأسباب مرض جريفز وهو اضطراب مناعي ذاتي يدفع الغدة لإنتاج الهرمونات بكميات مفرطة كما قد تظهر عقيدات سامة داخل الغدة وهي كتل صغيرة تنشط بشكل مستقل وتفرز الهرمونات دون انتظام وتشمل العوامل الأخرى التهاب الغدة الدرقية الذي قد ينجم عن عدوى فيروسية أو تناول جرعات زائدة من اليود أو أدوية هرمون الغدة الدرقية بالإضافة إلى دور العوامل الوراثية والتاريخ العائلي.

تظهر علامات زيادة نشاط الغدة الدرقية في صورة تغيرات جسدية ونفسية ملحوظة ومن أبرزها فقدان الوزن السريع وغير المبرر على الرغم من زيادة الشهية وتناول كميات أكبر من الطعام ويصاحب ذلك غالبا تسارع في ضربات القلب قد يصل إلى عدم انتظامها أو ما يعرف بالخفقان بالإضافة إلى شعور مستمر بالتوتر والعصبية والقلق المفرط.

على المستوى الجسدي أيضا يعاني المريض من زيادة التعرق والشعور الدائم بالحرارة حتى في الأجواء الباردة كما تظهر رجفة واضحة في اليدين ويصبح التركيز أمرا صعبا ويشعر الشخص بضعف عام في العضلات خاصة في منطقة الذراعين والفخذين وقد يتطور الأمر إلى تضخم في الغدة نفسها يظهر على شكل ورم في مقدمة العنق.

تمتد التأثيرات لتشمل جوانب أخرى من الحياة اليومية حيث يعاني المصابون من اضطرابات في النوم والأرق المستمر كما يلاحظون تساقطا في الشعر وضعفا في الأظافر وبالنسبة للنساء قد يؤدي فرط النشاط إلى اضطراب الدورة الشهرية أو انقطاعها بينما يعاني الرجال من انخفاض في الرغبة الجنسية وفي حالات معينة مرتبطة بمرض جريفز قد يحدث جحوظ في العينين أو تورم حولهما.

إن إهمال علاج هذه الحالة قد يقود إلى مضاعفات خطيرة تهدد صحة الفرد على المدى الطويل ومن أبرز هذه المخاطر مشاكل القلب مثل الرجفان الأذيني وفشل القلب وارتفاع ضغط الدم كما يؤدي الاضطراب إلى هشاشة العظام نتيجة لتأثيره السلبي على امتصاص الكالسيوم في الجسم وتعد العاصفة الدرقية من أخطر المضاعفات وهي حالة طبية طارئة تسبب ارتفاعا حادا في درجة الحرارة وتسارعا شديدا في ضربات القلب وقد تصل إلى فقدان الوعي.

تتنوع طرق العلاج المتاحة لفرط نشاط الغدة الدرقية وتعتمد على سبب المشكلة وشدة الأعراض وتشمل الخيارات العلاجية تناول أدوية مثبطة لنشاط الغدة لتقليل إفراز الهرمونات واستخدام أدوية أخرى لتنظيم ضربات القلب وتخفيف أعراض القلق المصاحبة وفي بعض الحالات يتم اللجوء إلى العلاج باليود المشع الذي يعمل على تدمير جزء من خلايا الغدة النشطة للحد من إفرازها أما في حالات التضخم الشديد أو وجود أورام فقد يكون التدخل الجراحي لاستئصال الغدة هو الحل الأمثل.

على الرغم من صعوبة منع الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية بشكل كامل يمكن اتخاذ بعض الخطوات لتقليل احتمالية حدوثه ومن أهم هذه الإجراءات المتابعة الطبية الدورية خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع أمراض الغدة ومن الضروري تجنب الإفراط في تناول اليود سواء من خلال الملح أو المكملات الغذائية وينصح باتباع نظام غذائي متوازن والابتعاد عن الأطعمة المصنعة مع الحرص على تقليل التوتر عبر ممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء.