شهدت أسعار الذهب ارتفاعا ملحوظا لتقترب من مستوياتها القياسية مدفوعة بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية التي عززت من حالة عدم اليقين في الأسواق ودفعت المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة وعلى رأسها المعدن الأصفر الذي أغلق تداولاته الأسبوعية عند مستوى 3760 دولارا للأونصة.
تأتي هذه التحركات في ظل بيانات اقتصادية أمريكية أظهرت ارتفاعا في معدل التضخم السنوي خلال شهر أغسطس بنسبة 2.7 بالمئة بينما ظل التضخم الأساسي ثابتا عند 2.9 بالمئة وفي الوقت نفسه يعكس تراجع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيجان إلى 55 نقطة في قراءة سبتمبر النهائية حالة من الحذر تسود الأسر الأمريكية وهو ما يزيد من احتمالات اتجاه السياسة النقدية نحو خفض أسعار الفائدة هذا العام.
يدعم هذا التوجه نحو الذهب تراجع عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات التي استقرت عند 4.18 بالمئة فيما بقيت العوائد الحقيقية حول 1.8 بالمئة الأمر الذي يقلل تاريخيا من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائدا وتفاقمت حالة عدم اليقين بعد إعلان البيت الأبيض عن حزمة تعريفات جمركية جديدة تتضمن رسوما بنسبة 100 بالمئة على الأدوية ذات العلامات التجارية ورسوما بنسبة 25 بالمئة على الشاحنات الثقيلة مع منح إعفاءات للشركات التي تؤسس مصانعها داخل الولايات المتحدة.
على صعيد آخر يعكس الإقبال الكبير على الذهب عودة الاهتمام المؤسسي القوي بالسبائك حيث سجل أكبر صندوق استثماري مدعوم بالذهب في العالم أكبر تدفقات نقدية يومية في تاريخه بأكثر من 18 طنا كما واصل بنك الشعب الصيني زيادة احتياطياته من الذهب للشهر العاشر على التوالي خلال الصيف في خطوة تهدف إلى تنويع الاحتياطيات بعيدا عن الدولار الأمريكي وتعزيز مكانة بورصة شنغهاي كمركز لحفظ الذهب لدى البنوك المركزية.
لم تقتصر موجة الصعود على الذهب فقط بل امتدت لتشمل المعادن الثمينة الأخرى حيث سجلت الفضة أعلى مستوى لها منذ أكثر من أربعة عشر عاما بعد أن تجاوز سعر الأونصة 46 دولارا خلال تداولات الأسبوع الماضي مما يؤكد قوة الاتجاه الصاعد في أسواق المعادن.
انعكست هذه التطورات العالمية بشكل مباشر على السوق المحلي في الكويت حيث وصل سعر جرام الذهب من عيار 24 إلى حوالي 37 دينارا أي ما يعادل 112 دولارا أمريكيا في حين بلغ سعر جرام الذهب من عيار 22 نحو 33.95 دينارا أي حوالي 103 دولارات كما ارتفع سعر كيلو الفضة ليسجل 502 دينار وهو ما يعادل تقريبا 1651 دولارا.
