
يجب الانتباه جيدًا للإشارات التحذيرية التي يرسلها الجسم فبينما قد تكون العديد من الأعراض بسيطة وعابرة إلا أن تجاهل بعضها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة إذ قد تكون مؤشرات أولية لأمراض خطيرة تتطلب تدخلا طبيا فوريا فالجسم يمتلك لغته الخاصة للتنبيه عند وجود أي خلل.
قد يبدو الصداع المتكرر أمرا شائعا لكن عندما تتغير طبيعته أو تزداد حدته وتكراره بشكل ملحوظ خاصة إذا تزامن مع أعراض أخرى مثل الغثيان والقيء أو تشوش الرؤية والارتباك الذهني فإنه يتحول إلى علامة خطر قد تشير إلى حالات طبية حرجة مثل التهاب السحايا أو تمدد الأوعية الدموية في الدماغ أو ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة وفي هذه الحالة يصبح التوجه لتقييم طبي فوري ضرورة قصوى حيث قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات دقيقة كالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي إلى جانب تحاليل الدم لكشف أي عدوى أو نزيف محتمل.
ظهور كدمات على الجسم بسهولة ودون سبب واضح للإصابة خاصة في أماكن غير معتادة مثل الظهر والبطن والوجه يجب أن يثير القلق فهذه العلامة قد تكون دليلا على وجود مشكلة كامنة في صحة الدم أو الصفائح الدموية أو الأوعية الدموية وقد ترتبط باضطرابات تخثر الدم أو نقص فيتامينات معينة مثل فيتامين C أو K كما يمكن أن تكون مؤشرا على حالات أكثر خطورة مثل سرطان الدم أو أثرا جانبيا لبعض الأدوية كمميعات الدم ويتطلب التشخيص الدقيق استشارة الطبيب الذي قد يوصي بإجراء فحص شامل للدم واختبارات تخثر الدم ووظائف الكبد.
من العلامات التي لا يمكن إغفالها فقدان الوزن غير المبرر فعندما يخسر الشخص أكثر من خمسة بالمئة من وزنه خلال فترة تتراوح بين ستة أشهر وعام دون اتباع حمية غذائية أو ممارسة التمارين الرياضية فإن ذلك يعد مؤشرا قويا على وجود مرض خطير كامن وقد يرتبط هذا العرض بحالات مثل السرطان خاصة في المعدة والرئة أو أمراض مزمنة كفيروس نقص المناعة البشرية والسل وداء السكري ويستدعي هذا الأمر إجراء فحص بدني شامل واختبارات دم لقياس نسبة السكر وعلامات الالتهاب وقد يتطلب الأمر تصويرا مقطعيا محوسبا لتحديد السبب بدقة.
كذلك يعد الشعور بالإرهاق المزمن الذي لا يزول حتى مع الحصول على قسط كاف من النوم والراحة دليلا على وجود مشكلة صحية جسدية أو نفسية فهذا النوع من التعب يختلف عن الإرهاق العادي وقد يكون علامة مبكرة على فقر الدم أو خلل في وظائف الغدة الدرقية أو أمراض الكلى والكبد المزمنة أو حتى الاكتئاب ولتحديد السبب قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات لمستويات فيتامين ب12 والهرمونات الدرقية بالإضافة إلى تقييم وظائف الكلى والكبد.
يعد الشعور بضيق في التنفس حتى عند القيام بأنشطة خفيفة أو مجهود بسيط إشارة تحذيرية هامة قد تدل على وجود مشكلة في القلب أو الرئتين أو الدم فمن الممكن أن يكون هذا العرض مرتبطا بأمراض القلب أو الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو فقر الدم ويتطلب التشخيص إجراء تخطيط لكهربية القلب وتصوير الصدر بالأشعة السينية بالإضافة إلى تحاليل دم متخصصة مثل تروبونين ودي دايمر وقد يلجأ الأطباء إلى التصوير المقطعي المحوسب للصدر للحصول على رؤية أوضح.
أي تغيير مستمر في عادات الإخراج مثل الإصابة بإسهال أو إمساك لفترات طويلة أو ملاحظة تغير في شكل البراز أو وجود دم فيه لا ينبغي اعتباره مجرد اضطراب هضمي عابر بل قد يكون دلالة على حالة مرضية أكثر خطورة في الأمعاء مثل سرطان القولون أو مرض التهاب الأمعاء أو وجود نزيف داخلي ناجم عن قرحات أو بواسير والتعامل مع هذه الأعراض يتطلب استشارة طبية عاجلة قد تتضمن إجراء تنظير للقولون أو فحوصات دم أو تصوير لمنطقة البطن لتحديد المشكلة بدقة.