
تُعد الكحة عرضا شائعا يصيب الأفراد من مختلف الأعمار وغالبا ما ترتبط بأمراض مثل نزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي وقد تكون أحيانا نتيجة للحساسية أو تهيج الحلق ورغم توفر علاجات دوائية كثيرة يلجأ العديد من الناس إلى الحلول الطبيعية باعتبارها خيارا أكثر أمانا وأقل ضررا للجسم خاصة عند الحاجة للاستخدام المتكرر.
أكدت أخصائية تغذية علاجية أن الاعتماد على الطبيعة في معالجة السعال لا يقتصر على تحضير وصفات منزلية بل يمثل نهجا متكاملا يشمل تعزيز مناعة الجسم والاهتمام بالتغذية السليمة ومنح الجسم قسطا كافيا من الراحة لمساعدته على محاربة العدوى بشكل فعال.
ويأتي العسل في مقدمة العلاجات الطبيعية الفعالة فهو يعمل كمضاد للبكتيريا ويلطف الحلق الملتهب من خلال تكوين طبقة واقية تقلل من التهيج ويمكن تناول ملعقة منه مباشرة صباحا ومساء أو إضافتها إلى كوب من الماء الدافئ أو الحليب لزيادة تأثيره المهدئ كما أن مزجه بعصير الليمون يمنح نتائج ممتازة في تهدئة السعال وتقوية المناعة.
يشتهر الزنجبيل بخصائصه القوية المضادة للالتهابات وهو يساعد أيضا في توسيع الشعب الهوائية وتخفيف الاحتقان ويمكن تحضير مشروبه بغلي شرائح الزنجبيل الطازج في الماء لمدة عشر دقائق ثم شربه دافئا وتعزز إضافة العسل والليمون من فعاليته كما أن تناول الزنجبيل المجفف مع قليل من العسل يعد علاجا مناسبا للكحة الجافة.
ويعتبر الليمون مصدرا غنيا بفيتامين سي الضروري لتعزيز قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الأمراض مما يقلل من مدة الإصابة بنزلات البرد والسعال ويمكن الاستفادة منه عبر إضافة عصير نصف ليمونة إلى الماء الدافئ مع العسل أو استخدامه مع الزنجبيل لتحضير مشروب عشبي مهدئ كما أن تناول عصيره بانتظام يقي من تكرار الإصابة.
يعد الثوم مضادا حيويا طبيعيا بفضل احتوائه على مركبات كبريتية تحارب الفيروسات والبكتيريا المسببة لالتهابات الجهاز التنفسي ويمكن تناوله نيئا على الريق أو إضافته إلى أنواع الحساء الدافئة لتخفيف حدة السعال كما أن خلط الثوم المفروم مع العسل يشكل وصفة قوية لتهدئة السعال المزمن.
إن استنشاق بخار الماء علاج فعال لتخفيف السعال الناتج عن الاحتقان إذ يعمل البخار على ترطيب الشعب الهوائية وتسهيل التخلص من المخاط ولتحقيق أفضل النتائج يمكن إضافة قطرات من زيت الكافور أو زيت النعناع إلى الماء المغلي وتغطية الرأس بمنشفة لاستنشاق البخار المتصاعد.
يساهم مشروب الكركم مع الحليب في تخفيف الالتهاب بفضل مادة الكركمين الفعالة الموجودة في الكركم ولتحضيره تضاف نصف ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم إلى كوب من الحليب الدافئ ويشرب قبل النوم ويمكن إضافة رشة من الفلفل الأسود لتعزيز امتصاص الجسم للكركمين.
تلعب السوائل الدافئة دورا حيويا في علاج الكحة حيث تساعد على تليين الحلق وتذويب البلغم مما يقلل من شدة السعال ومن أمثلة ذلك الشوربات الخفيفة ومغلي الأعشاب والماء الدافئ مع الليمون والعسل.
توجد العديد من الأعشاب التي أثبتت فعاليتها في تهدئة السعال بشكل طبيعي فاليانسون يساعد على إذابة البلغم وتوسيع الشعب الهوائية بينما يحتوي النعناع على المنثول الذي يهدئ الحلق ويخفف الاحتقان أما الزعتر فيعمل كمضاد للميكروبات ويدعم صحة الجهاز التنفسي ويمكن تحضير هذه الأعشاب بغليها وشربها دافئة مع العسل.
لا يمكن إغفال أهمية الراحة الكافية كجزء أساسي من العلاج فالجسم يحتاج إلى طاقة إضافية لمحاربة العدوى والتئام الأنسجة كما أن تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل البرتقال والجوافة والفلفل الملون والجزر يساهم بشكل كبير في تقوية المناعة وتسريع عملية الشفاء.
ورغم فعالية هذه العلاجات الطبيعية توجد حالات معينة تتطلب استشارة طبية عاجلة ومنها استمرار السعال لمدة تتجاوز ثلاثة أسابيع أو ظهور دم مع البلغم أو استمرار ارتفاع درجة حرارة الجسم أو المعاناة من صعوبة في التنفس وألم في الصدر إذ قد تكون الكحة في هذه الحالات مؤشرا على مشكلة صحية أكثر خطورة.