الصداع النصفي.. أعراضه الصامتة وأسبابه الخفية وخيارات العلاج الفعالة التي لا تعرفها

الصداع النصفي.. أعراضه الصامتة وأسبابه الخفية وخيارات العلاج الفعالة التي لا تعرفها
الصداع النصفي.. أعراضه الصامتة وأسبابه الخفية وخيارات العلاج الفعالة التي لا تعرفها

يصنف الصداع النصفي كأحد الاضطرابات العصبية المزمنة والشائعة التي تتجاوز كونها مجرد ألم في الرأس لتؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين وقدرتهم على ممارسة أنشطتهم اليومية بصورة طبيعية حيث تسبب نوباته الشديدة إزعاجا كبيرا يستدعي البحث عن علاج فوري وفعال.

ورغم أن السبب الدقيق وراء حدوث نوبات الصداع النصفي لا يزال غير معروف بالكامل إلا أن الخبراء يرجحون وجود مجموعة من العوامل المتداخلة التي تزيد من احتمالية الإصابة به وتأتي العوامل الوراثية في المقدمة إذ يرتفع خطر الإصابة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع المرض كما تلعب التغيرات الهرمونية لدى النساء دورا محوريا خاصة خلال فترات الدورة الشهرية أو الحمل أو عند انقطاع الطمث بالإضافة إلى اضطرابات في نشاط العصب الثلاثي التوائم وتغيرات في مستويات الناقلات العصبية في الدماغ مثل السيروتونين.

هناك أيضا مجموعة من المحفزات البيئية والغذائية التي قد تطلق شرارة النوبة لدى بعض الأشخاص وتشمل هذه المحفزات الضغط النفسي والتوتر والقلق وقلة النوم أو عدم انتظامه والتعرض للأضواء الساطعة أو الأصوات المرتفعة أو حتى تغيرات الطقس وعلى الصعيد الغذائي يمكن أن يؤدي تناول أطعمة معينة إلى تحفيز الصداع مثل الإفراط في استهلاك الكافيين والشيكولاتة والأطعمة المصنعة التي تحتوي على مواد حافظة.

تمر نوبة الصداع النصفي عادة بمراحل متتابعة تختلف أعراضها من شخص لآخر تبدأ غالبا بالمرحلة التمهيدية أو البادرة التي تسبق الصداع الفعلي بساعات أو أيام وتتضمن علامات تحذيرية مثل الشعور بالإرهاق الشديد وتغيرات في المزاج كالتوتر أو الاكتئاب والرغبة الملحة في تناول أطعمة معينة كالسكريات وزيادة الحساسية تجاه الضوء والروائح.

تلي ذلك عند بعض المصابين مرحلة الهالة وهي عبارة عن اضطرابات عصبية مؤقتة تظهر على شكل أعراض بصرية كرؤية أضواء وامضة أو بقع سوداء أو قد يعاني المريض من صعوبة في التركيز والتحدث أو الشعور بتنميل ووخز في الوجه واليدين ثم تأتي مرحلة الصداع وهي الأشد وتستمر ما بين أربع ساعات إلى ثلاثة أيام وتتميز بألم حاد ونابض يتركز عادة في جانب واحد من الرأس ويكون مصحوبا بغثيان وقيء وحساسية مفرطة تجاه الأصوات والروائح والضوء.

بعد انتهاء النوبة يدخل المريض في مرحلة ما بعد الصداع حيث يشعر بالإرهاق الشديد وضعف في التركيز واضطراب في المزاج قد يستمر ليوم كامل ورغم أن الصداع النصفي لا يسبب ضررا عضويا مباشرا للدماغ إلا أن إهمال التعامل معه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على حياة المريض مثل تراجع الأداء في العمل أو الدراسة وزيادة خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب المزمن واضطرابات النوم وفي حالات نادرة قد يتسبب في مضاعفات عصبية كالسكتة الدماغية المصاحبة للهالة.

يعتمد علاج الصداع النصفي على شدة النوبات وتكرارها ويشمل خيارات دوائية وأخرى غير دوائية ففي أثناء النوبة يمكن استخدام أدوية لتخفيف الألم مثل المسكنات العادية أو أدوية مخصصة للصداع النصفي تعرف باسم التريبتان أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من نوبات متكررة وشديدة فيمكن وصف أدوية وقائية للحد من تكرارها مثل بعض أدوية خفض ضغط الدم ومضادات التشنجات أو مضادات الاكتئاب.

إلى جانب العلاج الدوائي تلعب الإجراءات الوقائية وتغيير نمط الحياة دورا حيويا في إدارة الصداع النصفي ويوصى بتجنب المحفزات المعروفة عبر تسجيل يوميات لتحديدها مثل بعض الأطعمة والمشروبات والحفاظ على نمط نوم منتظم وتجنب السهر وممارسة تقنيات الاسترخاء كالتأمل واليوجا للتحكم في التوتر كما أن ممارسة الرياضة بانتظام وشرب كميات كافية من الماء يوميا يساعدان في تحسين الدورة الدموية وتقليل فرص حدوث النوبات.