يثير السعال الجاف الذي يصيب الأطفال قلقا كبيرا لدى الأمهات نظرا لما يسببه من إزعاج وآلام في الحلق والصدر خاصة مع الفترات الانتقالية بين الفصول. وتتعدد العوامل المؤدية لظهوره بين الصغار وتنتشر العدوى بشكل ملحوظ خلال هذه الأوقات التي تكثر فيها الفيروسات والمهيجات التنفسية.
أوضح استشاري في طب الأطفال وحديثي الولادة أن السعال الجاف ليس مجرد صوت مزعج بل هو في الأساس آلية دفاعية يستخدمها الجسم لمحاولة طرد أي تهيج أو التهاب في الجهاز التنفسي ومعالجة المشكلة. ويجب على الأمهات الحذر من هذا النوع من السعال لأنه قد يتطور إذا لم يعالج بشكل صحيح ليتحول إلى التهابات أو عدوى تنفسية خطيرة كما أنه قد يسبب انتشار العدوى بسهولة بين أفراد الأسرة وزملاء الطفل في المدرسة.
ترتبط أسباب ظهور السعال الجاف لدى الأطفال بفترة تغيير الفصول والعودة إلى المدارس حيث يكثر الازدحام والغبار وتتقلب الأجواء بشكل مفاجئ بين الحرارة الشديدة والهواء البارد. ومن بين الأسباب الرئيسية الحساسية الموسمية الناتجة عن الغبار أو رطوبة الجو وكذلك جفاف الحلق نتيجة قلة شرب السوائل أو بسبب طبيعة الجو الجاف. كما تساهم بعض الالتهابات الفيروسية البسيطة في الجهاز التنفسي أو بدايات نزلات البرد في حدوثه فضلا عن أن استخدام أجهزة التكييف أو التدفئة يزيد من جفاف الهواء المحيط بالطفل مما يفاقم من حدة السعال.
للتخفيف من أعراض السعال الجاف يمكن اتباع مجموعة من النصائح والإجراءات المنزلية الفعالة. يأتي في مقدمتها الحفاظ على ترطيب جسم الطفل من خلال تشجيعه على شرب كميات كافية من المياه على مدار اليوم لضمان بقاء الحلق رطبا. كما أن تقديم المشروبات الدافئة مثل اليانسون والزنجبيل أو الشاي الخفيف المحلى بملعقة من العسل الطبيعي يساعد على تهدئة الحلق. ويفضل أيضا إعطاء الطفل ملعقة صغيرة من العسل الطبيعي النقي على الريق لما له من خصائص علاجية معروفة للسعال.
من الضروري كذلك اتخاذ بعض التدابير الوقائية كتجنب تعرض الطفل للتدخين أو الأماكن المليئة بالدخان لأن ذلك يزيد من تهيج الجهاز التنفسي. ويجب الحرص على تهوية المنزل والفصول الدراسية بشكل جيد لتقليل تركيز الغبار والجراثيم في الهواء. ومن المهم أيضا أن يرتدي الطفل ملابس مناسبة لحالة الطقس دون مبالغة في التدفئة وتجنب خروجه بشكل مفاجئ من بيئة دافئة إلى الهواء البارد. ويمكن للغرغرة بالماء الدافئ والملح أن تقلل من التهاب الحلق وتخفف السعال.
توجد حالات معينة تستدعي استشارة الطبيب المختص بشكل فوري. فإذا استمر السعال لدى الطفل لأكثر من أسبوعين أو كان مصحوبا بأعراض أخرى مقلقة مثل صدور صوت صفير من الصدر أو شعوره بضيق في التنفس أو ارتفاع في درجة حرارته فإن ذلك يتطلب تدخلا طبيا لتقييم حالته بدقة ووصف العلاج المناسب.
