في واقعة طبية نادرة شهدتها محافظة القليوبية عانى شاب على مدار يومين كاملين من آلام مبرحة داخل أذنه بعد أن تسلل إليها صرصور حي أثناء تواجده في أحد المقاهي وهو ما استدعى تدخلا طبيا عاجلا لإنهاء معاناته وتفادي حدوث مضاعفات خطيرة قد تؤثر على حاسة السمع لديه.
وحول الإجراءات الطبية اللازمة أوضح الدكتور هيثم نصر استشاري طب وجراحة الأنف والأذن بمستشفى الأطفال التخصصي في بنها أن الشاب وصل إلى المستشفى وهو يشكو من ألم حاد ومستمر لم يهدأ طوال 48 ساعة وبعد إجراء الفحص الدقيق للأذن كانت المفاجأة بوجود صرصور ما زال على قيد الحياة يتحرك بعمق داخل القناة السمعية وتم التعامل مع الحالة فورا واستخراج الحشرة بنجاح وإنقاذ المريض.
وشدد الأطباء على ضرورة التعامل السريع والصحيح مع مثل هذه الحوادث لتجنب وقوع مضاعفات وخيمة مثل الالتهابات الشديدة أو حدوث ثقب دائم في طبلة الأذن مؤكدين على أهمية التوجه إلى أقرب طبيب أو مستشفى فور الشعور بوجود أي جسم غريب داخل الأذن وعدم محاولة استخراجه بأدوات غير طبية.
وتكمن خطورة دخول الصراصير تحديدا إلى الأذن في طبيعتها التشريحية التي تمنعها من الحركة إلى الخلف بسهولة فهي تواصل التقدم للأمام بشكل مستمر حتى تصطدم بحاجز طبلة الأذن الرقيق مما يعرضها لخطر التمزق ويسبب أضرارا بالغة قد تصل إلى فقدان جزئي أو كلي للسمع في الأذن المصابة.
ويقدم الخبراء نصائح للتعامل الأولي في حال دخول حشرة للأذن حيث ينصحون باستخدام بعض الزيوت الطبيعية المتوفرة في المنزل مثل زيت الزيتون أو زيت الذرة أو أي زيت طهي آخر يكون نظيفا ويتم سكب بضع قطرات داخل الأذن المصابة فالزيت يعمل على شل حركة الحشرة ويمنعها من التقدم كما يؤدي إلى خنقها وقتلها مما يوقف الألم ويسهل عملية إزالتها لاحقا على يد الطبيب المختص.
وعلى النقيض تماما يحذر المختصون بشدة من استخدام الماء داخل الأذن في هذه المواقف الطارئة لأن الماء قد يحفز الحشرة ويدفعها للحركة بعنف وعشوائية داخل القناة السمعية وهو ما يضاعف من شعور المريض بالألم ويزيد من احتمالية إحداث أضرار وجروح بطبلة الأذن والأنسجة المحيطة بها.
