
استضافت العاصمة الكورية سيئول في رحاب جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية حفل تسليم جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الحادية عشرة وذلك بحضور رسمي وثقافي رفيع المستوى ضم وزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان وشخصيات أكاديمية بارزة.
يأتي تنظيم هذا المحفل المعرفي في كوريا ليعكس عمق العلاقات بين البلدين ضمن إطار الرؤية السعودية الكورية المشتركة. وقد أعرب رئيس جامعة هانكوك جونغ وون بارك عن اعتزازه باستضافة هذا الحدث مشيراً إلى أن جامعته تعد المؤسسة الرائدة في تعليم اللغات بكوريا حيث تحتضن 45 لغة من بينها اللغة العربية التي بدأ تدريسها قبل ستين عاماً مما عزز التفاعل بين كوريا والعالم العربي.
أكد المتحدثون على أن الترجمة تمثل أحد أعظم جسور التفاهم الإنساني وأداة فعالة لتعزيز الاحترام المتبادل والانفتاح على الثقافات المختلفة. وفي هذا السياق شدد وزير التعليم على أن الاهتمام بالترجمة يجسد رؤية المملكة 2030 التي تستثمر في الإنسان والعلم والمعرفة وتعزز من خلالها حضورها العالمي في شتى المجالات. ودعا البنيان الجامعات والمراكز البحثية إلى تكثيف جهودها في ترجمة الدراسات العلمية الرصينة من مختلف لغات العالم لإثراء المحتوى العلمي المحلي ودعم التحول نحو اقتصاد المعرفة.
من جانبه استعرض فيصل بن عبدالرحمن بن معمر رئيس مجلس أمناء الجائزة المكلف مسيرة هذا المشروع المعرفي العالمي الذي انطلق من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ليحتفي بالترجمة والمترجمين ويؤكد مكانته العالمية. وكشف بن معمر عن خطوة مهمة تواكب المستقبل تتمثل في استحداث فرع جديد للجائزة ابتداء من دورتها الثانية عشرة يركز على الترجمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة. وقد أشار الأمين العام للجائزة الدكتور سعيد بن فايز السعيد إلى أن الجائزة أصبحت منصة عالمية لدعم الحوار المعرفي وتبادل الأفكار بين الثقافات.
وقد شهد الحفل تكريم الفائزين بالجائزة في مختلف فروعها حيث فاز في فرع العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى العربية كل من الدكتور نايف بن سلطان الحربي والدكتور جمال محمد علي خالد عن ترجمة كتاب علم الأحياء الدقيقة الجنائي كما فاز في الفرع نفسه الدكتور منصور حسن الشهري عن ترجمة كتاب نمذجة وميكانيكا المواد القائمة على الكربون ذات البنية النانومترية. وفي فرع العلوم الإنسانية من العربية إلى اللغات الأخرى نال الجائزة الدكتور زيدو جبريل محمد عن ترجمته لمقامات الحريري إلى لغة الهوسا. وفاز في فرع العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى العربية الدكتور فؤاد الدواش والدكتور مصطفى الحديبي عن كتاب سيكولوجية الجائحات بالإضافة إلى الدكتور بسام بركة والدكتور علي نجيب إبراهيم عن ترجمة قاموس علم الجمال. أما جائزة جهود الأفراد فذهبت إلى كل من الدكتور محمد الديداوي النمساوي والبروفيسور وانغ بي وين الصيني والأستاذة بيرسا جورج كوموتسي اليونانية.
وأعلنت أمانة الجائزة عن قرار حجب الجائزة في فرعي العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى وجهود المؤسسات والهيئات لهذه الدورة نظراً لعدم استيفاء الأعمال التي رشحت للمعايير العلمية والفنية المطلوبة.