
يواجه الكثيرون صعوبة بالغة في رحلة إنقاص الوزن حيث تبدو المهمة محفوفة بالحميات الغذائية الصارمة والتمارين الرياضية الشاقة التي لا تتناسب مع نمط حياتهم المزدحم أو شعورهم بالكسل. لكن خبراء اللياقة البدنية يؤكدون أن فقدان كيلوجرامات عديدة لا يتطلب بالضرورة تغييرات جذرية بل يمكن تحقيقه عبر تبني عادات يومية بسيطة ومستدامة تساهم في تحقيق نتائج ملموسة.
تكمن الفكرة الأساسية في التأثير التراكمي لعادات صغيرة تساهم في حرق سعرات حرارية إضافية أو التخلص من السعرات الحرارية الخفية التي يتم استهلاكها دون وعي. إن تحقيق عجز بسيط في السعرات الحرارية وهو حجر الزاوية في فقدان الوزن يصبح أسهل وأكثر استدامة عندما لا يعتمد على الحرمان الشديد بل على تعديلات ذكية في السلوك اليومي.
تأتي في مقدمة هذه العادات البسيطة المواظبة على المشي لمدة تتراوح بين عشر دقائق وربع ساعة عقب كل وجبة طعام. هذه الحركة الخفيفة سواء تمت داخل المنزل أو في الهواء الطلق تساعد على حرق سعرات إضافية يوميا بما يعادل آلاف الخطوات الإضافية كما تساهم في تحسين عملية الهضم وتقليل الشعور بالانتفاخ وتنشيط عمليات الأيض في الجسم دون الحاجة لارتياد صالات الألعاب الرياضية.
من الاستراتيجيات الفعالة أيضا القضاء على السعرات الحرارية السائلة التي يتناولها الكثيرون دون الانتباه لتأثيرها. تشمل هذه المشروبات العصائر المحلاة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والحليب كامل الدسم. ويقترح الخبراء استبدالها بخيارات خالية من السعرات مثل الماء أو المياه الغازية أو الشاي العشبي أو أنواع الحليب النباتي منخفضة السعرات كحليب اللوز. ويستثنى من هذه القاعدة مشروبات البروتين التي يمكن أن تدعم بناء الكتلة العضلية وتزيد الشعور بالشبع لفترات أطول.
كذلك فإن بدء اليوم بطريقة صحيحة يلعب دورا محوريا في التحكم بالشهية وتعزيز الأيض. وينصح بتناول ما بين 20 إلى 30 جراما من البروتين في الساعتين الأوليين بعد الاستيقاظ إلى جانب شرب كمية وافرة من الماء تقدر بنحو 600 إلى 1200 مليلتر. فالبروتين يمنح شعورا بالامتلاء يحد من الإفراط في تناول الطعام لاحقا بينما يساعد الماء على تحسين وظائف الجسم وطرد السموم.
ولتسهيل تطبيق هذه العادات يمكن وضع حذاء المشي بالقرب من مكان تناول الطعام ليكون بمثابة تذكير دائم بالحركة بعد الوجبة وتحضير وجبات صباحية غنية بالبروتين وسهلة مثل البيض أو الزبادي اليوناني واستخدام قارورة مياه مخصصة لتتبع كمية السوائل المستهلكة على مدار اليوم.
إن نجاح هذه الطرق لا يعتمد على تغييرات مؤقتة وقاسية بل على دمج سلوكيات بسيطة في الروتين اليومي لتصبح جزءا لا يتجزأ منه مما يسهل حرق الدهون بشكل طبيعي. ومع ذلك يجب التنويه إلى أن استجابة الأجسام تختلف من شخص لآخر ومن الضروري استشارة طبيب أو أخصائي تغذية قبل البدء بأي برنامج لإنقاص الوزن خاصة في حال وجود أي ظروف صحية معينة أو تناول أدوية بانتظام.