
يتزامن الاحتفال باليوم العالمي للقهوة في الأول من أكتوبر مع كونها المشروب الصباحي المفضل لملايين الأشخاص حول العالم والذين يعتمدون عليه للشعور باليقظة والانطلاق في يومهم. ورغم هذه الشعبية الجارفة فإن الإفراط في استهلاك هذا المشروب قد يفتح الباب أمام العديد من المشكلات الصحية التي يغفل عنها الكثيرون.
لفهم تأثير القهوة يجب النظر إلى آلية عمل الكافيين داخل الجسم. يؤثر الكافيين بشكل مباشر على وظائف حيوية متعددة مثل معدل ضربات القلب ودورات النوم والاستيقاظ. يحدث هذا التأثير من خلال تفاعله مع مادة كيميائية ينتجها الجسم طبيعيا تسمى الأدينوزين وهي المسؤولة عن شعورنا بالنعاس والتعب مع مرور ساعات اليوم حيث يعمل الكافيين على تعطيل مستقبلات هذه المادة مانحا إحساسا مؤقتا بالنشاط.
ورغم وجود دراسات عديدة تشير إلى فوائد صحية محتملة للمشروبات التي تحتوي على الكافيين لا يزال الجدل قائما حول الكميات الآمنة للاستهلاك. فالإفراط في تناول القهوة قد يحولها من مشروب منبه ومفيد إلى عامل خطر يهدد الصحة العامة خاصة لدى فئات معينة.
ويبرز التأثير السلبي للكافيين بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية معينة. فعلى سبيل المثال قد يؤدي استهلاك الكافيين إلى تفاقم أعراض اضطرابات القلق. كما أن الإكثار منه قد يزيد من حدة نوبات الهوس لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب لذا ينصح بالتعامل معه بحذر شديد في مثل هذه الحالات.
تمتد الآثار السلبية لتشمل الجانب العضوي أيضا حيث يمكن أن يسبب الكافيين عدم انتظام في ضربات القلب خاصة لدى الأفراد ذوي الحساسية المفرطة. وبالنسبة لمرضى السكري فإن الكافيين قد يؤثر على كيفية تعامل الجسم مع السكر مما يستدعي الحذر. كما أن استهلاك كميات كبيرة منه قد يؤدي إلى تفاقم مشكلات الجهاز الهضمي مثل الإسهال.
ويجب الانتباه أيضا إلى أن استهلاك الكافيين من قبل الأطفال والمراهقين حتى بالكميات الموجودة في بعض الأطعمة والمشروبات يتطلب مراقبة نظرا لتأثيره المحتمل على نموهم وصحتهم.