
تمثل مشكلة الشعر الدهني تحدياً شائعاً للعديد من الأشخاص حيث يؤدي تراكم الزيوت الزائدة على فروة الرأس إلى مظهر لامع غير مرغوب فيه فضلاً عن مشاكل أخرى مثل انسداد المسام والحكة وظهور القشرة وأحياناً الإصابة بالتهاب الجلد الدهني. ومع ذلك فإن الهدف ليس التخلص من جميع الزيوت الطبيعية بشكل كامل بل تحقيق التوازن لأن هذه الزيوت ضرورية لحماية الشعر والحفاظ على صحة الفروة.
يمكن البدء في معالجة هذه المشكلة من خلال تعديل روتين العناية بالشعر اليومي وأول خطوة هي مراجعة عادات غسيل الشعر. فالغسيل المفرط يومياً قد يجرد فروة الرأس من زيوتها الطبيعية مما يدفعها لإنتاج كميات أكبر من الدهون لتعويض النقص. في المقابل قد يستفيد أصحاب الشعر شديد الدهنية من الغسيل اليومي لإزالة التراكمات والأوساخ. الأهم من التكرار هو الأسلوب الصحيح حيث يجب تركيز الشامبو على تدليك فروة الرأس والجذور بلطف دون فرك عنيف ثم السماح للرغوة بالمرور على بقية خصلات الشعر أثناء الشطف.
اختيار المنتجات المناسبة يلعب دوراً محورياً في السيطرة على دهنية الشعر. ينصح بتجنب المنتجات التي تحتوي على السيليكون وهي مكونات تنتهي عادة بالمقطع “كون” لأنها تشكل طبقة عازلة تزيد من المظهر الدهني وتمنع وصول الرطوبة للشعر. بدلاً من ذلك يمكن استخدام أنواع الشامبو المخصصة للتنقية أو حتى شامبو الأطفال الخفيف. كما أظهرت بعض الأبحاث أن الشامبو المحتوي على مستخلص الشاي الأخضر يساعد في تقليل إنتاج الدهون بينما يساهم زيت شجرة الشاي بخصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات في تخفيف الحكة والسيطرة على القشرة.
بالنسبة لاستخدام البلسم فيجب تطبيقه بحذر شديد على أطراف الشعر فقط لتجنب زيادة دهنية الجذور مع ضرورة شطفه جيداً. فبقايا المنتجات على الشعر قد تجعله يبدو دهنياً حتى بعد غسله. وللترطيب الخفيف يمكن استخدام كمية قليلة من بلسم لا يشطف على الشعر الرطب لتجنب الجفاف الذي يحفز إنتاج الزيت. يمكن أيضاً اللجوء إلى الشامبو الجاف كحل مؤقت لامتصاص الدهون بين الغسلات وإضفاء شعور بالنظافة ولكن يجب استخدامه باعتدال لتجنب تراكم البقايا على الفروة.
توجد العديد من العلاجات المنزلية الطبيعية التي يمكن أن تساهم في تنظيم إفرازات الدهون. يساعد خل التفاح المخفف بالماء عند استخدامه كشطف نهائي على إزالة تراكمات المنتجات وتحقيق التوازن في درجة حموضة الفروة. كما يُستخدم نبات ويتش هازل لتهدئة الالتهاب والحكة وقبض المسام التي تفرز الزيت. ويعتبر جل الصبار أو الألوفيرا خياراً جيداً لتهدئة الفروة وإزالة الدهون الزائدة. ومن العلاجات الأخرى ماسك العسل الذي يمتلك خصائص مضادة للبكتيريا ويساعد في علاج القشرة وكذلك استخدام زيت جوز الهند كعلاج عميق لرفع الدهون المترسبة مع توفير ترطيب مفيد.
تتجاوز العناية بالشعر الدهني مجرد الغسل واستخدام المنتجات لتشمل الممارسات اليومية. يجب تجنب لمس الشعر أو تمشيطه بشكل مفرط لأن ذلك يحفز الغدد الدهنية وينقل الزيوت من اليدين إلى الشعر. من الضروري أيضاً غسل الشعر بعد ممارسة التمارين الرياضية لأن العرق ينشر الدهون على الشعر ويجعله يبدو متسخاً. وينطبق الأمر نفسه على غسل الشعر بعد ارتداء القبعات أو الخوذات التي تحبس الحرارة وتزيد من انتشار الزيوت. وأخيراً يُنصح بترك الشعر منسدلاً بين الحين والآخر لأن التسريحات المشدودة باستمرار تساهم في توزيع الدهون على طول خصلات الشعر.