القهوة تؤخر الشيخوخة وتقي السرطان.. نكهات مبتكرة بالنيتروجين واليقطين احتفالاً بيومها العالمي

القهوة تؤخر الشيخوخة وتقي السرطان.. نكهات مبتكرة بالنيتروجين واليقطين احتفالاً بيومها العالمي
القهوة تؤخر الشيخوخة وتقي السرطان.. نكهات مبتكرة بالنيتروجين واليقطين احتفالاً بيومها العالمي

لم تعد القهوة مجرد مشروب صباحي للاستيقاظ بل تحولت إلى ظاهرة ثقافية عالمية تتجاوز حدود العادات اليومية لتصبح جزءا لا يتجزأ من نمط الحياة المعاصر. فهي الآن ثاني أكثر السلع تداولا في العالم بعد النفط وتمثل عالما واسعا يجمع بين الذوق والابتكار المستمر الذي يغير شكلها وطريقة استهلاكها باستمرار.

شهد عالم القهوة في السنوات الأخيرة ثورة حقيقية في طرق التحضير والتقديم لمواكبة الأذواق المتغيرة. فظهرت ابتكارات مثل القهوة الباردة التي تعتمد على النقع الطويل في الماء البارد لإنتاج مشروب ناعم وقليل الحموضة. وتطور هذا المفهوم ليظهر ما يعرف بقهوة النيترو التي يضخ فيها غاز النيتروجين لمنحها قواما كريميا فريدا يشبه البيرة. وعلى صعيد الاستهلاك المنزلي أحدثت كبسولات القهوة طفرة في سهولة وسرعة تحضير فنجان عالي الجودة. كما امتد الإبداع ليشمل الجانب البصري من خلال فن اللاتيه الذي يحول سطح المشروب إلى لوحة فنية بالحليب المبخر. وتزايد الإقبال على النكهات المبتكرة كالفانيليا واليقطين بالإضافة إلى خيارات الحليب النباتي مثل حليب الشوفان واللوز لتلبية متطلبات الأنظمة الغذائية المختلفة.

ويعد الإسبريسو حجر الزاوية الذي تنطلق منه معظم مشروبات القهوة الحديثة وهو عبارة عن جرعة مركزة من القهوة محضرة بالضغط. ومنه تتفرع خيارات كلاسيكية مثل الكابتشينو الذي يوازن بين الإسبريسو والحليب المبخر ورغوة الحليب الغنية واللاتيه الذي يحتوي على كمية أكبر من الحليب لمن يفضلون طعما أخف. أما لعشاق النكهات الحلوة فيأتي الموكا ليجمع بين القهوة والشوكولاتة والحليب. بينما يقدم الماكياتو نكهة قوية بلمسة بسيطة من رغوة الحليب.

وتشمل القائمة أيضا مشروبات باردة اكتسبت شعبية واسعة مثل الفرابتشينو وهو مزيج مثلج من القهوة والحليب والنكهات المختلفة والقهوة المثلجة البسيطة التي تقدم مع مكعبات الثلج. كما برز مشروب الفلات وايت القادم من أستراليا ونيوزيلندا كبديل للاتيه لكن بطبقة رغوة أنعم وأرق تبرز نكهة الإسبريسو بشكل أكبر.

على الرغم من التحذيرات حول الإفراط في استهلاك الكافيين أثبتت دراسات علمية عديدة أن تناول القهوة باعتدال يحمل فوائد صحية جمة. فمادة الكافيين تعمل كمنبه طبيعي للجهاز العصبي مما يعزز النشاط الذهني والقدرة على التركيز والانتباه خلال ساعات العمل أو الدراسة. كما ربطت أبحاث بين شرب القهوة بانتظام وانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب لدور الكافيين في تحفيز إنتاج هرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين. وتشير الدلائل أيضا إلى أن مضادات الأكسدة والكافيين في القهوة قد يساهمان في حماية خلايا الدماغ من التلف مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض عصبية مثل الزهايمر وباركنسون.

تمتد الفوائد الصحية للقهوة لتشمل أعضاء الجسم الحيوية حيث أظهرت دراسات أن استهلاكها المنتظم قد يقي من أمراض الكبد المزمنة كتليف الكبد ويقلل من احتمالية الإصابة بسرطان الكبد. وفيما يتعلق بمرض السكري من النوع الثاني لوحظ أن شاربي القهوة أقل عرضة للإصابة به نظرا لتأثيرها الإيجابي المحتمل على حساسية الإنسولين في الجسم. وتعتبر حبوب البن مصدرا غنيا بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتساعد على تأخير علامات الشيخوخة والوقاية من بعض أنواع السرطان. ويوصي الخبراء بأن المعدل المعتدل للاستهلاك يتراوح بين كوبين وثلاثة أكواب يوميا لتحقيق أقصى استفادة.