
كشف الأمير تركي الفيصل في تفاصيل وثقها بكتابه الملف الأفغاني عن الأسباب الحقيقية وراء السماح بتطوع الشبان للجهاد في أفغانستان ضد الغزو السوفيتي موضحا الظروف التي أدت إلى ذلك والجهة التي تتحمل المسؤولية المباشرة عن نشأة تنظيم القاعدة لاحقا في المنطقة وجاءت هذه الإيضاحات خلال حديث إعلامي استعرض فيه فصولا من كتابه الذي يغطي فترة حساسة من تاريخ المنطقة.
وفيما يتعلق بمسألة المتطوعين أشار الفيصل إلى أن تلك الفترة شهدت موجة حماس واسعة بين الشباب في المملكة وغيرها للذهاب إلى أفغانستان بهدف مواجهة الاتحاد السوفيتي وقد قُدمت لهم التسهيلات اللازمة انطلاقا من الرغبة في دعم ومساندة المجاهدين الأفغان لكنه أكد أن الخطأ الجوهري الذي حدث تمثل في غياب المتابعة الدقيقة لما كان يجري داخل المعسكرات التي أقيمت في باكستان وليس في أفغانستان وهي المعسكرات التي استغلتها جماعات التكفير في وقت لاحق لتمرير أفكارها وتجنيد عناصرها.
وقسّم الفيصل في كتابه تلك الحقبة التاريخية إلى فترتين زمنيتين الأولى تمتد لعشر سنوات من الجهاد الذي وصفه بأنه مشرف ومحمود ضد الاحتلال السوفيتي مؤكدا أن مقاومة الشعب الأفغاني للغزو كانت عملا مشروعا بكل المقاييس أما العشر سنوات التالية فقد حملت تداعيات خطيرة وعواقب وخيمة أفرزت في النهاية نشأة تنظيم القاعدة.
وتحدث الأمير عن الدور الذي قامت به المملكة بعد انسحاب السوفيت من أفغانستان حيث بذلت جهودا بالتعاون مع دول الجوار لدعم الاستقرار وتحقيق السلام هناك وأوضح أن التركيز انصب على ضرورة منع تصدير السلاح إلى الداخل الأفغاني باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق السلام إلا أن هذا الطرح للأسف لم يجد ترحيبا من الدول المعنية بالأمر مشددا على أنه لو تمت مراقبة الحدود ومنع تهريب السلاح في ذلك الوقت لكان لذلك أثر كبير في إنهاء الحرب الأهلية.
وعن سبب تأخر إصدار الكتاب كل هذه السنوات أوضح الأمير أن التوقيت لم يكن مناسبا في السابق خصوصا أن أفغانستان كانت تمر بفترة عصيبة تحت الاحتلال الأجنبي وأضاف أنه بعد مرور أربعين عاما على الغزو السوفيتي بدأ يفكر بأن الوقت قد أصبح مواتيا لصدور الكتاب الذي يهدف إلى توثيق تلك المرحلة الهامة من التاريخ.