التشنجات الحرارية عند الأطفال: كيف تتصرف بسرعة لإنقاذ طفلك من مخاطرها

التشنجات الحرارية عند الأطفال: كيف تتصرف بسرعة لإنقاذ طفلك من مخاطرها
التشنجات الحرارية عند الأطفال: كيف تتصرف بسرعة لإنقاذ طفلك من مخاطرها

تعتبر التشنجات الحرارية إحدى الحالات الطارئة التي تثير قلقا بالغا لدى الأهالي حيث ترتبط بشكل مباشر بارتفاع درجة حرارة جسم الطفل بشكل مفاجئ. وهذه النوبات التي تصيب الأطفال فجأة قد تبدو مخيفة لكن فهم طبيعتها وأسبابها يعد الخطوة الأولى للتعامل معها بفاعلية وهدوء ومنع تكرارها مستقبلا.

يوضح الدكتور محمود عبد الرحمن العوضي استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة أن بعض الأطفال قد يتعرضون لهذه التشنجات كاستجابة من الجسم للحمى الشديدة. وأشار إلى أنه على الرغم من المشهد المقلق لهذه النوبات فإن معظمها لا يترتب عليه أي آثار دائمة على صحة الطفل ولا تسبب ضررا مستديما في أغلب الحالات.

وقسم العوضي التشنجات الحرارية إلى نوعين رئيسيين أولهما التشنج البسيط الذي يصيب عادة الأطفال في الفئة العمرية بين ستة أشهر وخمس سنوات. ويتميز هذا النوع بكونه عاما يشمل كامل الجسم ويستمر لفترة زمنية قصيرة لا تتجاوز 15 دقيقة ولا يتكرر خلال اليوم الواحد.

أما النوع الثاني فهو التشنج الحراري غير البسيط وتختلف معاييره حيث يمكن أن يحدث قبل عمر ستة أشهر أو بعد سن الخامسة. كما أنه قد يكون موضعيا يتركز في جزء معين من الجسم أو يستمر لأكثر من ربع ساعة بالإضافة إلى إمكانية تكراره أكثر من مرة خلال 24 ساعة.

وحول المخاطر المستقبلية أكد استشاري طب الأطفال أن الغالبية العظمى من هذه الحالات لا تؤثر سلبا على نمو الطفل البدني أو العصبي. ولكنه لفت إلى وجود احتمالية ضئيلة قد تصل إلى 9 بالمئة لتحول الحالة إلى صرع وهي ترتبط بظروف محددة مثل كون التشنج من النوع غير البسيط أو وجود تاريخ عائلي للمرض أو معاناة الطفل مسبقا من إعاقة ذهنية.

وشدد العوضي على أهمية اتباع خطوات محددة عند حدوث النوبة إذ يجب على الأم فورا جعل الطفل يستلقي على جانبه أو بطنه فوق سطح آمن كالأرض. ومن الضروري إبعاد أي أجسام حادة قد تكون قريبة منه وتوسيع ملابسه الضيقة مع محاولة الإمساك به بلطف لمنعه من إيذاء نفسه دون تقييده. وأكد على ضرورة عدم وضع أي شيء داخل فم الطفل أو محاولة إيقاف التشنج بالقوة.

وأضاف أن معظم هذه النوبات تتوقف من تلقاء نفسها في غضون دقائق. وبعد توقفها مباشرة يجب على الأهل اصطحاب الطفل إلى أقرب طبيب أو مستشفى في أسرع وقت ممكن وذلك ليس لعلاج التشنج الذي انتهى بل لتحديد السبب الرئيسي وراء ارتفاع درجة الحرارة وعلاجه.